مقالات الرأي
أخر الأخبار

حراسات أقسام الشرطة…… المتهم برئ حتى تثبت إدانته كتب محمدعثمان الرضى

حراسات أقسام الشرطة…… المتهم برئ حتى تثبت إدانته

كتب محمدعثمان الرضى

قضيت ليلة كامله في حراسات قسم شرطةالأوسط بمدينة القضارف بشرق السودان على خلفية البلاغ المدون في مواجهتي من قبل المدير العام لقوات الشرطه السودانيه الفريق أول شرطه خالد حسان محي الدين.

تم وضعي في (زنزانه) إنفراديه ومنعوني من الإتصال بشخص لإحضار علاجاتي الطبيه لأمراض الضغط والسكري علما باأنهم إحتجزوا هاتفي الخاص وتم وضعه في مكتب البلاغات.

أسرتي الصغيره منعوني الإتصال بهم وإبلاغهم بمكان إحتجازي علما باأن أصدقائي وأحبائي ظلوا يبحثون عني في معتقلات جهاز الأمن والخليه الأمنيه والإستخبارات العسكريه وكان ردهم واحد باأنني لست محتجز عندهم.

مجموعه من المدججين باالسلاح يرتدون (الزي المدني) يمتطون سياره (لاندكروزر) خرج إلى أحدهم وعزفني بنفسه ويتبع الي شرطة المباحث بولاية القضارف وتم إقتيادي الي قسم الشرطه.

سألتهم عن جريمتي لم يخبروني في البدايه وعند وصولي القسم وبعد إلحاح شديد مني في السؤال أبلغوني باأن هنالك بلاغ من نيابة المعلوماتيه مفتوح في مواجهتي ولم يعلموني من هو الشاكي وماهي المواد القانونيه للبلاغ.

منعوني في البدايه من قضاء حاجتي وأمروني أن (أتبول) داخل الزنزانه وفي (قوارير) المياه الفارغه ففعلت وانا مضطر ومكره على ذلك وتنحيت قليلا واديت صلاتي المغرب والعشاء جمع تقديم.

وظللت على هذا الحال في الزنزانه حيث جيوش البعوض تحاصرني من كل جانب ورائحة البول بجانبي منعتني من النوم حتى الصباح.

وفي صبيحة اليوم الثاني تم السماح لي باالذهاب الي (الحمام) لقضاء الحاجه فكانت (الفاجعه) عدد 2حمام فقط المسموح إستخدامها لعدد يتجاوز ال100محبوس.

الحمامات (طافحه) ورائحة (البراز) تزكم الأنوف ومن (الإستحاله) بمكان الدخول عليها وانا مضطر ومكره عدت إلى الزنزانه وخلعت كل ملابسي ودخلت بالملابس الداخليه كي لاتتسخ ملابسي ببقايا الفضلات و تمكنت باإعجوبه أن أقضي حاجتي ولاأدري حتى الآن كيف قضيتها.

المتهمين في الحراسات في غالبيتهم يتبعون للقوات النظاميه والحركات المسلحه وتتمثل جرائمهم في المتاجره في المخدرات بكل أنواعها من بينهم (مصابي) من جرحي العمليات في معركة الكرامه.

مياه الشرب يضطر المحبوسين الي دفع قيمتها وتشرفت بدفع مساهمتي فيها والطعام يتم إستجلابه على نفقة المحبوسين الي جانب الطعام الذي يتم إرساله لهم من أسرهم وذويهم.

للأسف الشديد أقسام الشرطه التي زرتها لاتصلح أن تكون مرابط (للحيوانات) ناهيك أن تكون مسكن لبنى البشر.

معامله قاسيه من أفراد الشرطه المشرفين على هذه الحراسات ولايعيرون أي إهتمام إنساني لهم ويعتلي صراخهم لفترات طويله لفتح أبواب الحراسات لقضاء حوائجهم ولاحياة لمن تنادي.

قضيت بينهم ليله ونصف يوم من أقسى أيام حياتي بينهم ولكنها كانت (ممتعه) جدا وهم يحكون لي ويرووون مشاكلهم.

مدير شرطة ولاية القضارف اللواء شرطة عصام محجوب لايعلم باأحوال هؤلاء المحبوسين وهم (أمانه) في عنقه وسيسأل منها يوم لاينفع مال ولابنون.

المتهم برئ حتى تثبت إدانته قاعده قانونيه أساسيه لابدمن العمل بها ولابد من إحترام (آدمية) الإنسان الذي كرمه (الخالق) من فوق سبع سماوات.

أسرتي الصغيره أطفالي وزوجتي لم يناموا طيلة ليلة (إختفائي) والدموع لم تفارق عيونهم والتخيلات لم تفارقهم وهم يبحثون عن رد لسؤال أين ذهب والدهم؟؟؟؟ ومتى سيعود؟؟؟؟.

تمكنت في اليوم الثاني وباإعجوبه أن أتواصل مع زوجتي وأبلغها بمكان إحتجازي فسارعت مشكوره باإحضار العقاقير الطبيه لمرض السكري والضغط.

لولا لطف الله بعدم إستخدامي للعلاج لربما تتسبب لي (مضاعفات) وأدخل في غيبوبة بسبب حرماني لإستجلاب الأدويه.

تصوروا كل هذا حدث لي فترة يوم ونصف فمابالك من يبقون في هذه الحراسات لفتره من الزمن.

تألمت للجرح العميق باالقدم اليمني لأحد منسوبي الحركات المسلحه وهو يربطها بقطعه من القماش وتصدر رائحه كريهه تألم من كان يجلس بجواره في (الزنزانه) الضيقه التي تكتظ بعدد كبير من المحبوسين.

غالبية المحبوسين بجريمة الإتجار بالمخدرات من شريحة الشباب تتراوح أعمارهم مابين ال15الي 30عاما وهم من أمهر (المقاتلين) ويجيدون فنون القتال من خلال الإستماع إلى المعارك التي خاضوها.

من خلال ماشاهدته وسمعته عن إنتشار المخدرات في ولاية القضارف أمر مزعج جدا لأن الظاهره في تزايد مستمر وذلك من التردد العالي للمتهمين على قسم الشرطه أثناء تواجدي بينهم.

أفراد الشرطه الذين يعملون في حراسات أقسام الشرطه محتاجون إلى دورات تدريبيه وحرعات عاليه في فنون التعامل مع المحبوسين وباالذات في الجانب (النفسي).

أحد المحبوسين قابلني باإحترام وتقدير عالي وقال لي (ياعمك انت مش قاعدين يجيبوك في التلفزيون في برامج التحليل السياسي و إسمك محمدعثمان الرضى فرددت اليه بقولي نعم فاأمر المحبوسين باالتصفيق إحتفالا بمقدمي وإنضمامي لهم).

من خلال جلوسي معهم أخبروني باأنواع المخدرات وأصتافها ومدي تأثيرها ونصخوني أن إستخدام فقط (المنتج الوطني) (البتقو) وحزروني من تناول (الحبوب المخدره) بكل أنواعها لاانها غاليه ومكلفه وفعلا قدموا لي (محاضرات تثقيفيه) قد لاأجدها في (أمهات الكتب).

ولم تكتمل المحاضرات التثقيفيه إلا سمعت مناديا يطلبني في مكتب البلاغات ويسلمني (الهاتف الجوال) ويخبرني بقرار الإفراج عني وترحيلي الي مدينة بورتسودان حييث تم فتح البلاغ.

الشاكي المدير العام لقوات الشرطه الفريق أول شرطه خالد حسان محي الدين قدم لي جميل وخدمة إنسانيه لم ولن أنساها حياتي باأنه أتاح لي فرصه للإستماع لهؤلاء المحبوسين وأصدقكم الحديث باأنهم كانوا لي بمثابة إضافه حقيقيه وهونوا على حجم المصيبه وأنسوني لها تماما وغادرتهم وأنا حزين على فراقهم.

لأول مره في حياتي (إستاك) بغصن من شجرة (النيم) لإنعدام (الفرشه والمعجون) بحجة أن الدكان جوار (القسم) يفتح أبوابه متأخرا.

حمدت الله باأن كان في جيبي مبلغ 13000الف جنيه (أعانني ) كثيرا في المصاريف داحل زنازين القسم الأوسط لمدينة القضارف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى