#البعد_الاخر مصعب بريــر أعظم إنجازات الجيش السوداني في مسيرته الوطنية – بمناسبة العيد (٧١) للقوات المسلحة الباسلة ..!

#البعد_الاخر
مصعب بريــر
أعظم إنجازات الجيش السوداني في مسيرته الوطنية – بمناسبة العيد (٧١) للقوات المسلحة الباسلة ..!
يحتفل السودان كل عام بعيد الجيش السنوي، مناسبة وطنية عظيمة تستحضر فيها الأمة السودانية تاريخًا مجيدًا من البطولات والتضحيات التي قدّمها الجيش السوداني في سبيل الوطن، والدفاع عن سيادته، وصون كرامته.
لقد تأسس الجيش السوداني في مطلع القرن العشرين، عندما بدأت بوادر التنظيم العسكري المحلي تظهر في ظل الإدارة البريطانية المصرية للسودان.
ومنذ الاستقلال في عام 1956، تحوّل الجيش السوداني إلى مؤسسة وطنية مستقلة، تحمل عبء حماية الدولة الوليدة، والمساهمة في بناء الوطن.
من أعظم إنجازات الجيش السوداني مشاركته البطولية في حرب فلسطين عام 1948، حيث شاركت الكتيبة السودانية إلى جانب الجيوش العربية دفاعًا عن فلسطين والقدس.
وقد تميّز الجنود السودانيون بشجاعة فائقة في المعارك، وشهدت لهم جبهات القتال بذلك.
وفي العام 1967، ساهم الجيش السوداني مرة أخرى في الدفاع عن الأراضي العربية خلال حرب النكسة، وأرسل السودان قواته إلى الجبهة المصرية.
كما شارك السودان في حرب أكتوبر 1973، بكتائب عسكرية شاركت في معركة التحرير العربية، ووقف الجنود السودانيون إلى جانب إخوانهم المصريين والسوريين في معركة الكرامة.
داخليًا، كان الجيش السوداني صمام أمان لحماية البلاد من الانقسامات والحروب الأهلية، رغم تعقيدات الوضع السياسي.
وقد خاض الجيش السوداني حروبًا طويلة ضد التمرد في الجنوب قبل انفصاله، وتمكّن من الحفاظ على وحدة البلاد لعقود طويلة.
في دارفور، لعب الجيش دورًا كبيرًا في محاربة الجماعات المتمردة، وبسط الأمن في مناطق النزاع، رغم التحديات السياسية والإنسانية المحيطة بالملف.
كما ساهم في دعم جهود الاستقرار في مناطق شرق السودان، وكبح جماح النزاعات القبلية والصراعات الحدودية.
وكان للجيش دور كبير في حماية الحدود السودانية مع دول الجوار، بما في ذلك إثيوبيا، وليبيا، وتشاد، ومصر.
وفي أزمة سد النهضة، برز الجيش السوداني في حماية الأراضي الحدودية، خاصة في منطقة الفشقة الكبرى والصغرى، واستعاد آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية التي كانت تحت السيطرة الإثيوبية لعقود.
هذا النصر في الفشقة أعاد الثقة للشعب السوداني في قدرات جيشه، وعزز من روح الوطنية والانتماء.
ويُحسب للجيش السوداني أنه حافظ على وحدة الدولة في أوقات الانقلابات السياسية والاضطرابات الاجتماعية.
ورغم تداخل المؤسسة العسكرية في الحكم لفترات مختلفة، فإنّ القوات المسلحة بقيت دومًا مكوّنًا قوميًّا يعكس التنوع السوداني.
وفي السنوات الأخيرة، كان الجيش السوداني في قلب المشهد الوطني، خاصة منذ اندلاع ثورة ديسمبر 2018، فقد حافظ الجيش على التوازن بين الانتقال السياسي وعدم الانزلاق نحو الفوضى، رغم التعقيدات.
كما تصدّى الجيش لمحاولات اختراق الدولة من قبل مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، وأعاد هيبة الدولة في مناطق كثيرة.
ومن إنجازاته أيضًا تأسيس الصناعات الحربية السودانية، والتي وفّرت للبلاد قدرًا من الاكتفاء الذاتي في التسليح والدفاع، وقد أنشأت القوات المسلحة مصانع الذخيرة، والأسلحة الخفيفة، والمدرعات، ومراكز الأبحاث الدفاعية.
كما ساهم الجيش في مشروعات تنموية ومدنية، كإنشاء الطرق والجسور والمستشفيات، خاصة في المناطق النائية.
ومن أدواره المهمة المساهمة في عمليات الإغاثة خلال الكوارث والفيضانات، حيث شاركت وحدات الجيش في إنقاذ المواطنين وتوزيع المعونات.
كما ساهم في ترسيخ الانضباط الوطني بين الشباب، من خلال التجنيد الإلزامي والخدمة الوطنية.
وخلال العقود الماضية، خرّج الجيش السوداني قادة بارزين ومهنيين ملتزمين، أصبحوا رموزًا للكرامة والولاء.
ويتميّز الجيش السوداني بالخبرة القتالية العالية، نتيجة احتكاكه المستمر بجبهات الصراع داخل البلاد وخارجها.
وقد شارك في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في عدد من الدول الإفريقية، مثل الكونغو، وليبيريا، ودارفور.
ويُعرف عن الجيش السوداني التزامه بالأعراف العسكرية والانضباط المهني، رغم التحديات السياسية المحيطة.
وفي ثورة ديسمبر، برز موقف الجيش في حماية الثوار في المراحل الأولى، وهو ما حفظ للبلاد توازنًا نسبيًا، ورغم الخلافات التي نشبت لاحقًا بين المكون العسكري والمدني، إلا أن القوات المسلحة بقيت طرفًا أساسيًا في معادلة الاستقرار.
وفي الحرب الأخيرة التي اندلعت في أبريل 2023، خاض الجيش السوداني معركة وجود حقيقية ضد مليشيا الدعم السريع، دفاعًا عن الدولة وسيادتها ومؤسساتها.
وقد أظهر الجنود السودانيون صمودًا أسطوريًا في الدفاع عن العاصمة الخرطوم ومدن البلاد، رغم التحديات اللوجستية والظروف الصعبة.
وفي ظل الحرب، واصل الجيش حماية المواطنين وتوفير الدعم الإنساني في مناطق النزاع ، كما لعب دورًا محوريًا في تأمين المعابر والمطارات والموانئ الاستراتيجية في شرق وشمال البلاد.
ويستمر الجيش السوداني اليوم في معركته من أجل استعادة الدولة، وإنهاء التمرد، وتحقيق السلام والاستقرار.
إن عيد الجيش ليس مناسبة للاحتفال فحسب، بل هو لحظة وعي وامتنان، نستذكر فيها تضحيات رجال ونساء حملوا السلاح لأجل كرامة الوطن.
وفي هذه المناسبة، نحيي أرواح الشهداء الذين رووا بدمائهم تراب السودان، ونجدد العهد على الوفاء لمسيرتهم.
كما نثمّن دور أسر الجنود، الذين قدّموا أعزّ ما يملكون في سبيل الوطن.
ولا يمكن إغفال دور القيادة العامة للجيش في الحفاظ على وحدة القوات المسلحة، رغم الظروف المعقدة والحملات الدعائية المعادية.
إن الجيش السوداني ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل هو رمز للسيادة الوطنية، ودرع للأمة، وركيزة للاستقرار.
وهو عنوان للوطنية، وتعبير عن التضحية، ومصدر فخر لكل سوداني وسودانية.
ومع كل تحدٍّ جديد، يثبت الجيش السوداني أنه على قدر المسؤولية، وعلى عهد الولاء للوطن والدستور.
وفي ظل المساعي الدولية والإقليمية لحل الأزمة السودانية، يبقى الجيش طرفًا محوريًا في أي تسوية وطنية شاملة.
ويعول عليه السودانيون في الحفاظ على الدولة، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية.
بعد اخير :
خلاصة القول ، في عيده السنوي، نوجّه تحية احترام وتقدير لكل أفراد القوات المسلحة السودانية ، ونرفع الأكفّ بالدعاء من أجل السلام والاستقرار، ومن أجل عودة الحياة إلى طبيعتها في السودان الحبيب .. واخيرا ، سيظل الجيش السوداني، رغم كل شيء، عمود الوطن وسياجه الحصين، حامي الأرض والعِرض، وفخر الأجيال .. جيش واحد ، شعب واحد .. ونواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
السبت (9 اغسطس 2025م)
musapbrear@gmail.com