نوافذ إعلامية* 🖋️ *مرتضى الزبير* *ولاية الثقافة المنسية في ظل غياب الرؤية الإعلامية*

*نوافذ إعلامية*
🖋️ *مرتضى الزبير*
*ولاية الثقافة المنسية في ظل غياب الرؤية الإعلامية*
في قلب السودان النابض، حيث تتقاطع الجغرافيا مع التاريخ، تقف ولاية سنار شامخة بإرثها الثقافي العريق، لكنها في الوقت ذاته تعاني من تهميش مؤسسي واضح في مجالي الثقافة والإعلام. ورغم أن سنار كانت يومًا ما عاصمة السلطنة الزرقاء ومركزًا حضاريًا بارزًا، إلا أن حاضرها الثقافي لا يعكس هذا المجد، بل يكاد يُطمس تحت وطأة غياب الرؤية الإعلامية وركود السياسات الثقافية.
*سنار. ذاكرة وطنية تُعاني الإهمال المؤسسي*
ولاية سنار ليست مجرد وحدة إدارية، بل هي ذاكرة وطنية حية. تأسست فيها *مملكة سنار (السلطنة الزرقاء)* عام 1504، وكانت أول مملكة إسلامية في السودان، امتدت لأكثر من 360 عامًا. أنشأ ملوكها *رواق السنارية في الأزهر الشريف* لدعم طلابهم في القاهرة، وانتشرت فيها *الخلاوي والكتاتيب* لتحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية.
في عام 2017، اختيرت سنار لتكون *عاصمة للثقافة الإسلامية* من قبل منظمة الإيسيسكو، تقديرًا لإرثها الثقافي والديني. ومع ذلك، فإن وزارة الثقافة والإعلام أو المجلس الأعلى للثقافة والإعلام في الولاية، إن وُجد، لا يؤدي الدور المنوط به في إبراز هذا الإرث أو دعمه، ولا في تحويله إلى مشاريع مستدامة.
*الإعلام الغائب… من يُنصف صوت سنار؟*
الإعلام في سنار لا يزال عاجزًا عن إبراز خصوصية الولاية أو قضاياها الثقافية. لا توجد قناة تلفزيونية تُعنى بالشأن السناري، والإذاعة المحلية تقدم خارطة برامجية روتينية بلا استحداث أو تجديد. كما تغيب المنصات الرقمية المدعومة رسميًا، ما يُضعف من حضور سنار في المشهد الوطني، ويُكرّس صورة نمطية غير عادلة عنها.
في المقابل، نرى ولايات أخرى مثل الخرطوم أو الجزيرة تمتلك مجالس ثقافية نشطة، ومراكز إعلامية تُنتج محتوى محليًا يعكس واقعها وتطلعاتها. لماذا لا تحظى سنار بنفس الاهتمام؟ ولماذا يُهمّش مثقفوها في رسم السياسات الثقافية؟
*من هو وزير الثقافة المرتقب؟ حديث الشارع السناري*
يتحدث الشارع السناري هذه الأيام عن من سيكون وزير الثقافة والإعلام أو رئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام المرتقب للولاية، خاصة بعد أن تم حسم ملف الشباب والرياضة بتكليف الخبير خالد حسين الشيخ (دامشيك) ، وهو اختيار يرى فيه كثيرون أنه صادف أهله، لما للرجل من مواقف وإنجازات لا ينكرها إلا مكابر أو من في نفسه شيء من حتى.
وفي الطريق، يُنتظر حسم ملف الثقافة، الذي تناولناه بالأمس في هذه الزاوية، واعتبره البعض تمجيدًا وتسويقًا لشخص بعينه. لكننا نؤكد أن ما طُرح كان واقعًا معاشًا وجهدًا ملموسًا على الأرض، يعرفه كل من له علاقة بالعمل الثقافي، إلا من أبى. نحن لا نُعيّن ولا نُرشّح، بل نطرح الأمور بوضوح ونُقرّب الفوكس لأصحاب القرار، ولهم الأمر من بعد الله سبحانه وتعالى.
*مثقفون بلا منابر*
في سنار، هناك شعراء، روائيون، فنانين تشكيليين، وموسيقيين، لكنهم لا يجدون من يحتضنهم أو يُبرز أعمالهم. من بين الرموز التاريخية والثقافية:
*عبدالله جماع*: قائد تحالف العبدلاب الذي أسس مملكة سنار.
*عمارة دنقس*: زعيم الفونج وأحد مؤسسي المملكة. *بادي الأحمر*: أحد سلاطين المملكة الذي أنشأ وقفًا في المدينة المنورة.
ورغم هذا الإرث، فإن كثيرًا من المبدعين المعاصرين يُهاجرون إلى ولايات أخرى بحثًا عن التقدير، أو يعملون في الظل دون دعم أو منصة.
*ولاية سنار بالأرقام. ولاية غنية بالموارد فقيرة في التمثيل*
*المساحة*: حوالي 40,680 كم
– *عدد السكان*: يُقدّر بنحو 130,122 نسمة حسب إحصاءات عام 2020 *المدن الرئيسية*: سنجة (العاصمة)، سنار، شرق سنار٬ السوكي، الدندر، أبو حجار، الدالي والمزموم *الأنشطة الثقافية الحديثة*: شهدت الولاية حراكًا ثقافيًا ضمن مشروع “سنار عاصمة للثقافة الإسلامية”، شمل ورش تدريبية ومحاضرات علمية، ومبادرات شبابية في القيادة والتنمية. لكن هذه الأنشطة لم تُترجم إلى مؤسسات دائمة أو سياسات مستمرة، بل بقيت محدودة بزمن المشروع.
*لا للشلليات والجهوية.نعم للكفاءة والإنجاز*
نحن في ولاية سنار لسنا بحاجة إلى إعادة تدوير الفشل، ولا نريد التحيز إلا للصالح فقط. نرفض الجهوية والقبلية والشلليات واللوبيات التي دمرت الولاية وأرجعتها مئات السنين الضوئية. نريد أن تكون الكفاءة هي المعيار الحقيقي والإنجازات هي ميزان التنافس، والإدارة قادرة تمامًا على تحديد المعايير المطلوبة لكل موقع، ومن تنطبق عليه تلك المعايير.
*الإعلام السناري… بين التكرار والتطلعات*
ملف الإعلام في سنار لا يتحمل التكرار والأخطاء السابقة، ولسنا بحاجة لتكرارها. لكننا نرى في حكومة اللواء الزبير أنها تنشد التغيير الإيجابي والفاعل، وهذا ما لمسناه في مجلس الشباب والرياضة، ونتمناه غدًا في ملف الثقافة، وبعد غد في وزارة الثقافة والإعلام أو المجلس الأعلى للثقافة والإعلام.
فالساحة الإعلامية حبلى بالكوادر، وتعج بالمواهب الوطنية المؤهلة، الصادقة، المخلصة، والداعمة للجيش والوطن. لقد رأينا في تلك الأيام العصيبة من هم الصادقون والمتمترسون، ومن هم المستهزئون والمتطاولون على قواتنا المسلحة.
*دعوة للتغيير.من أجل ولاية سنار التي نحب*
هذا المقال ليس رثاءً لحال الثقافة في سنار، بل هو دعوة مفتوحة لكل من يهمه الأمر: للمثقفين، للإعلاميين، للمسؤولين، ولأبناء الولاية. آن الأوان أن تُستعاد سنار إلى موقعها الطبيعي، لا كولاية إدارية فقط، بل كمنارة ثقافية تُضيء السودان كله.
*فهل بصدق حدثنا ويفعلها والينا؟ أم أن للواقع رأيًا آخر؟*
*النافذة أُغلقت على وعد والوعد لا يُنسى.*
*وللنوافذ بقية…* *mortda7519@gmail.com*
انضم الى قروب صحيفة صوت سنار
https://chat.whatsapp.com/DJneSPFfp2KFKtUftZoFHG?mode=ac_t