؛؛؛ عبق الحروف؛؛؛ النساء يصنعن الغد.. حينما تتحول الحرفة إلى حياة بدر الدين عبدالقادر

؛؛؛ عبق الحروف؛؛؛
النساء يصنعن الغد.. حينما تتحول الحرفة إلى حياة
بدر الدين عبدالقادر
في قاعة ريم الذهبية ببورتسودان، وفي كرنفال نهاري لم يكن المشهد احتفالاً رسمياً عابراً بتخريج دفعة جديدة من النساء والفتيات النازحات من ويلات الحرب ، بل كان لوحة حيّة تعكس وتجسد معنى أن تصنع المرأة مستقبلها بيديها، وأن تتحول المهارة إلى جسر يعبر بها من ضفة الحاجة إلى ضفة الإنتاج.
مبادرة الائتلاف السوداني للتعليم للجميع (اسكيفا) بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبدعم من الحكومة اليابانية، لم تكن مشروعاً تدريبياً عابراً، بل كانت مشروع حياة؛ إذ جمعت بين تمكين 1500 امرأة وفتاة من ولايتي البحر الأحمر والقضارف، ومنحهن سبع مهارات تفتح أبواب العمل والإنتاج، ليصبحن قادرات على إعالة أسرهن بكرامة وثقة واقتدار.
وقد أكد ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة، سلفادور، أن دعم المنظمة في ولاية القضارف، من خلال التدريب والتأهيل الذي جرى في بورتسودان، يهدف إلى زيادة تمكين المرأة لمواجهة تحديات الحياة، وإعادة بناء وضعها إلى الأفضل بعد تبعات الحرب.
حديث الأمين العام للائتلاف، ناجي الشافعي، لم يقتصر على الأرقام والإحصاءات، بل كان وعداً بأن التمكين الحقيقي للمرأة يبدأ من المعرفة بالحرفة، ويمتد ليشمل فرص التمويل والدعم المستدام. ومن هنا، جاء التوجه لدعوة بنك الادخار وبنك الأسرة ، والحلم بإنشاء محفظة تمويل خاصة تجعل الأثر مضاعفاً وأوسع نطاقاً.
وفي ذات السياق، قال معتصم أحمد صالح، وزير الرعاية الاجتماعية، إن ما شاهده في المعرض المصاحب للفعالية سيكون خير معين للنساء، مشيداً بدور الائتلاف السوداني والأمم المتحدة، ومؤكداً أن من أهم ركائز حكومة الأمل محاربة الفقر والتنمية المستدامة، وهو المخرج الحقيقي من الأزمة الراهنة.
وشكر الوزير وزارة التربية وكل من ساهم في نجاح المبادرة من مدرسين ومن وفّروا أماكن التدريب، مؤكداً أن الوزارة ستواصل دعم المتخرجات، وتوجه الجهات المعنية مثل ديوان الزكاة وبنك الادخار وبنك الأسرة لتوفير التمويل الأصغر وتسهيل الإجراءات.
وأضاف أن فرص التمويل ستفتح اعتباراً من سبتمبر المقبل، مع وضع خطط واضحة للمتخرجات وتحديد مجالات العمل، إلى جانب إمكانية تكوين جمعيات تعاونية وشراكات تسهل الحصول على التمويل، حيث ستدعم الوزارة ذلك بإعداد دراسات جدوى، مع تبرع بمبلغ مالي لدعم برنامج التعليم.
لم تقف المبادرة عند التدريب المهني، بل امتدت إلى التعليم، عبر ما أعلنت عنه منظمة اليونيسف من افتتاح 15 مركزاً للتعليم البديل للنساء، واعتماد المدرسة الصناعية كمدرسة نسوية، في خطوة تحمل في جوهرها إيماناً بأن التعليم هو أصل التغيير.
اليوم، قصص النجاح التي بدأت من هنا ليست شهادات تخريج فقط، بل صفحات جديدة في كتاب المرأة السودانية، تكتبها بأيديها، وترسم ملامحها بعرقها وصبرها، في رحلة من النزوح إلى النهضة، ومن الاعتماد إلى الاعتماد على الذات.
نفحة من اخر العبق؛؛؛
الأم مدرسة إذا اعددتها أعددت شعب طيب الأعراق