نوافذ إعلامية* ✍️ *مرتضى الزبير* *يلا نغني لي سنار. حين يغني الوطن من قلب التاريخ*

—
*نوافذ إعلامية*
✍️ *مرتضى الزبير*
*يلا نغني لي سنار. حين يغني الوطن من قلب التاريخ*
في مدينةٍ تتنفس التاريخ وتغني للنيل، وتحكي عن *عمارة دنقس* و *عبدالله جماع* و *الشيخ فرح ود تكتوك* ، اجتمع أهل سنّار في ليلةٍ لا تُنسى، ليحتفوا بأغنيةٍ أصبحت نشيدًا للهوية، ومرآةً للوجدان: “سنّار أنا” لم تكن المناسبة مجرد تكريم، بل كانت لحظة استعادة لذاكرة المدينة، واستحضار لرموزها الذين جعلوا من الكلمة لحنًا، ومن اللحن وطنًا.
في قلب *سنّار التقاطع* ، وعلى أنغام الطبل السناري، وقف الشاعر *حسين محمد عوض* والفنان *سليمان محمود* وسط أهلهما، يتلقّيان التحية والتكريم من *اتحاد التايكندو بسنار* ، ومن رموز المجتمع المحلي، في مشهدٍ مفعم بالحب والوفاء. الأغنية التي كتبها الأول ولحّنها الثاني، لم تكن مجرد عمل فني، بل كانت وثيقة وجدانية، تُجسّد كيف يمكن للقصيدة أن تُصبح وطنًا يُغنّى.
*تكريم رموز الإبداع السناري*
الاحتفال الذي أقيم بمنطقة سنار التقاطع، مسقط رأس المحتفى به الأول، شهد حضورًا رسميًا تقدّمه:
– الأستاذ *الزاكي أحمد محمد* المدير التنفيذي بالإنابة لمحلية سنار
– العقيد *فتحي* رئيس لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية بالمحلية
– الدكتور *بهاء الدين أحمد الحاج* الوزير السابق
– الدكتور *التوم آدم يعقوب* من جامعة سنار
– الأستاذة *أميرة أرباب* ممثلة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بالولاية ومدير إدارة الشباب والرياضة بسنار.
– الزميل الإعلامي *عماد حماد أزرق* مدير إعلام محلية سنار وتيمه الإعلامي الانيق.
– لفيف من قيادات ورموز سنار التقاطع والمحلية والولاية
وكان ضيف شرف الاحتفال الأستاذ الجامعي والإعلامي *ضياء الدين سليمان محمود* ، رئيس تحرير صحيفة الكرامة وموقعي اليوم نيوز و الساعة 24 نيوز.
*”سنّار أنا”… قصيدة وطنية تنبض بالهوية*
الأغنية التي أصبحت الشعار الرسمي لإذاعة ولاية سنار، وقُدمت في احتفالات سنار عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2017، إلى جانب أغنية “يلا نغني لي سنار”. تُعد من أبرز الأعمال الفنية التي احتفت بمدينة سنار، واستحضرت تاريخ السلطنة الزرقاء، ودور المدينة كمهد للحضارة السودانية.
كلماتها تمزج بين الفصحى واللهجة العامية السودانية، وتستحضر رموزًا مثل “النيل”، “الحضرة”، “الطبل”، و”خطوة دنقاس”، مما يمنحها عمقًا وجدانيًا وروحيًا.
أما اللحن الذي صاغه الفنان القامة *سليمان محمود* فجاء بطابع تراثي، يعتمد على إيقاعات الدلوكة والطبل السناري، ليرسم لوحة أنيقة تمزج بين الكلمة واللحن، وتُضفي ألوانًا من الألفة والعاطفة. حمل أداؤه الصوتي نبرة فخر وحنين، تُبرز جمال الكلمات دون تعقيد موسيقي.
*الشاعر حسين محمد عوض*
شاعر سوداني معاصر، مرهف الإحساس، يُعرف بكتاباته التي تمزج بين الوطنية والوجدانية. كتب “سنّار أنا” خصيصًا للاحتفاء بتاريخ المدينة، وقدم أعمالًا أخرى مثل “وهج الحرية”و”البقرة”. يتميز شعره بالبساطة والعمق، ويكتب بلغة قريبة من قلوب الناس، تجمع بين التراث والحداثة، وتُلامس الوجدان السوداني.
*الفنان سليمان محمود*
بلبل سناري فريد، بدأ مشواره الفني في الثمانينات، واشتهر بأغنية “يمه السبب” عام 1988. يُعرف بصوته الدافئ وأدائه للأغاني التراثية والوطنية، التي تلامس مشاعر كل من استمع إليه. يُعتبر من الأصوات التي حافظت على طابعها السناري الأصيل، وله مشاركة فعالة في الاحتفالات الرسمية والشعبية بالمدينة والولاية.
*”يلا نغني لي سنار”. وحين يغني الوطن بصوت الناس*
وهكذا، لم تكن احتفالية _”سنّار أنا”_ مجرد لحظة تكريم، بل كانت استعادة لروح المدينة، واحتفاءً بالذين جعلوا من الفن رسالة، ومن الكلمة وطنًا. في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث، تظل الأغنية الوطنية السودانية صوتًا لا يُخطئه القلب، يُذكّرنا بأن الهوية لا تُصاغ في الكتب فقط، بل تُغنّى في الساحات، وتُحفظ في الذاكرة.
وفي ختام الأمسية، ظلّت كلمات الأغنية تتردد في الأرجاء، كأنها دعاءٌ جماعي، أو نشيدٌ أبدي يقول: *سنّار أنا*
*لا تسألوني منو أنا أنا البعلّم التاريخ كيف يكون معنى الإنسان*
*وللنوافذ بقية _mortda7519@gmail.com*