بِذرة الحيـــــــــاة للكاتبة✍🏻/ وفـــاء جميــــل إقتراح مُقرر (التربيـــــة الذكيـــــة) (1)* *لجميع المراحل الدراسية*

بِذرة الحيـــــــــاة
للكاتبة✍🏻/ وفـــاء جميــــل
bidhrtalhayaa206@gmail.com
___ _______ ______
*إقتراح مُقرر (التربيـــــة الذكيـــــة) (1)*
*لجميع المراحل الدراسية*
“””””” “””””” “””””
*رسالتي لِمَّن يهمهُ الأمر :*
عندما أراد الصينيون القُدامى أنّ يعيشوا في أمانٍ ؛ بنوا سُور الصين العظيم؛ و اعتقدوا بأنّه لا يوجد من يستطيع تسلُّقه لِشدةِ عُلوهُ ، ولكن خلال المئة سنة الأولى بعد بناء السُور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات ! و في كل مرة لم تكُّن جحافل العدو البرية فى حاجةٍ إلى إختراق السُور أو تسلُّقه ..!! بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس (رشوة) ثم يدخلون عبر الباب !!
لقد انشغل الصينيون بِبناء السُور و نسوا بناء الحارس ..!!
*العِبرة :*
بناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء و هذا ما يحتاجهُ تلاميذُنا و طُلاب العِلم اليوم ..
يقول أحد المستشرقين و المستنيرين في عالم بناء الإنسان :
إذا أردت أنّ تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي :
– أهدم الأسرة
– أهدم التعليم
– أسقط القدوات والمرجعيات
و لكي تهدم اﻷسرة عليك بتغييب دور (اﻷم) إجعلها تخجل مِن وصفها بـ”ربة بيت” ..!!
و لكي تهدم التعليم عليك بــ (المُعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع و قلل مِن مكانتهِ حتى يحتقرهُ طُلابهُ ؛ و أصرف نظر الأمم و الحكومات عن الإهتمام بمحتوى المناهج التعليمية و التربوية و دَعَها تهتم للفارغة ..!!
و لكي تسقط القدوات عليك بــ (العُلماء) أطعن فيهم قلل مِن شأنهم ، شكك فيهم حتى لا يُسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد ..!!
فإذا إختفت اﻷم الواعية و إختفى المُعلم المخلص
و سقطت القدوة و المرجعية ؛ فمِّن السهل إفتراس الأجيال و ترويضها بِما ينفع العدو الحقيقي؛ بل و مَّن ذا الذي يُربي النشئ على القيم و المبادئ و الأخلاق؛ إذا ما كانت البلد {الأم} تُرضعُ صغارها مِن ثدي الجهالة و الوضاعة و الفقر ..!!
حقيقةً لم أتتبع مناهج المراحل الدراسية مِن قَبَل و لم أقتفي لها مثلما تحريتها في السنوات الأخيرة؛ و ما رصدتهُ فيها مِن أفخاخ دعاني للتلبُث في محتواها الغير مفيد و الغير مسؤول و الغير سائغ و المُكِلّ إلى حدِ أقل ما يُمكِن وصفهُ بالمُضْني..!!
لِتكُن المكاشفة سبيل حديثي و أقولها بِكل تجردٍ و إخلاص :
مناهج التعليم الحالية في جميع الفصول الدراسية تحتاج (للترميم) ؛ بِحيث تسمح للتلاميذ عندما يدرسونها بأخذ مضاد حيوي واسع الطيف يُعالج باقة الشوارد الأدبية فيهم؛ و يُربي نفوسهم بالقيم النبيلة و بالأخلاق الكريمة و بـ حُب الوطن و توقير الإنتماء؛ و قبل كل هذا و ذاك ترميم الشرخ العميق الذي تسببت فيه هذه الحرب؛ و كسر جمود الفِكر الداعي إلى تفتيت الوطن و نبذ التعصب و العنصرية و القبلية و الفِكر الجهوي المُنْهِك ..
فـ على سبيل المثال لا الحصر؛ إنّ مادة الأخلاق هي المادة الأساسية في المناهج الدراسية العالمية؛ حيث يتم تعليمها للطلاب من الصف الأول الإبتدائي حتى نهاية المرحلة الإبتدائية، ثم إلى التعليم العالي ؛ فتعلو النفوس المشحونة بالخلفيات و المواقف الثقافية (الباهتة) بما ينفعها و يُنير بصيرتها ..
يهدف الكتاب (التربية الذكية) الذي أرجو أنّ يرى النور (قريباً) إلى غرس قيم ومبادئ أخلاقية وسلوكية حميدة، وتعزيز المسؤولية بالاعتماد على النفس؛ ولا سيما أنّ الدين الإسلامي تحدث عن ذلك و وضع أسس و مرافيء (للتربية الذكية) التي تبدأ بالأخلاق الحميدة؛ و قد حثّ القرآن الكريم في مواطن كثيرة منها :
*{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}*
*{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}*
*{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ”وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}*
مُختصر السُبل هو أنّ علّموا النشئ علماً يستبينُ بهِ سُبل الحياةِ و قبل العِلم أخلاقًا ..
حسناً ..
لِنلقي نظرة ثاقبة في إبداعات و تفاصيل حول مادة الأخلاق :
(أهمية الأخلاق) تعتبر الأخلاق أساس المناهج التعليمية في الدول المتحضرة ، حيث يتم تدريسها للطلاب قبل المواد الأكاديمية الأخرى..
(محتوى المادة) تتضمن المادة تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الآخرين،
واحترام كبار السن، والعمل الجماعي، وتقدير أهمية التعاون..
(التطبيق العملي) لا يقتصر تعليم الأخلاق على الجانب النظري، بل يمتد ليشمل التطبيق العملي في الحياة اليومية..
(أمثلة على التطبيق) يقوم الطلاب بتنظيف مدارسهم بأنفسهم، ويساعدون في أعمال المنزل، ويتحملون المسؤولية عن أفعالهم..
(الهدف) يهدف تعليم الأخلاق إلى تنشئة أمة تتحلى بالانضباط، الإحترام، والمسؤولية، و التعاون ..
مُقارنة مع دول أخرى :
تختلف الدول التي تنتهج الأخلاق في مقرراتها عن العديد من الدول في تركيزها على تعليم أساسيات الأخلاق منذ الصغر، مما يساهم في بناء مجتمع متماسك ومنظم..
أمثلة على القيم الأخلاقية :
التواضع، الصبر، الوسطية، الرحمة، الصدق، الإخلاص، الثقة، العدل، الزهد، و حُب البساطة ..
أهمية الأخلاق في التنمية:
يرى البعض أن الأخلاق هي أساس التطور والتقدم في العديد من الدول المحترمة، و أنّها ساهمت في تحقيق المُعجزة الإقتصادية ..
الآن مطلوب الوعي العام مِن الذين يضعون المناهج التعليمية والتربوية أولاً ؛ و إستشعارهم بالمسؤولية التربوية لهؤلاء الأجيال، و مِن ثم الوعي السياسي و المجتمعي لتحديد ضرورات المرحلة؛ و صحو الأجهزة المختصة لتدارك ترميم المقررات الحالية بما يقودُ إلى برِ الأمان..
إذً هي معركة الوعي السياسي في المقام الأول؛ و ليس العِلمُ ما حُفِظ ، إِنَّما العِلمُ ما نَفَعَ ..!!
*للحديث بقيّة*
___ ___ _____
*نُشر بتاريخ اليوم الجُمعة الموافق 15 أغسطس 2025*