
#البعد_الاخر
مصعب بريــر
متى يتوقف مسلسل موتنا اهمالا يا وزارة الصحة ..!؟
حادثة وفاة أطفال مستشفى البان جديد نتيجة جرعة تحصين تمثل صدمة إنسانية ومأساة هزّت وجدان المجتمع السوداني بأسره، إذ ارتبطت بواجب طبي يفترض فيه الحماية من الأمراض لا التسبب في فقدان الأرواح البريئة. إن هذه الحادثة لم تكن مجرد خلل عرضي، بل تكشف عن أزمة عميقة في منظومة الصحة، بدءاً من بيئة التخزين والتعامل مع اللقاحات، مروراً بكفاءة الكوادر الصحية والإشراف، وانتهاءً بضعف الرقابة المؤسسية.
الأسباب المحتملة لهذه الكارثة متعددة، أبرزها سوء التخزين وانعدام سلسلة التبريد التي تعتبر أساساً لضمان فعالية وسلامة اللقاح. كذلك، فإن غياب التدريب المستمر للكوادر الطبية والمساعدين يزيد من احتمالات وقوع الأخطاء في الجرعات أو طرق إعطائها. إضافة إلى ذلك، يظل ضعف الرقابة المركزية على إجراءات التحصين وتقصير إدارات المستشفيات في متابعة المعايير الدولية عاملاً أساسياً في فتح الباب لمثل هذه الحوادث المؤلمة. كما لا يمكن إغفال الوضع الاقتصادي والضغط على المؤسسات الصحية، الذي جعل بيئة العمل تعاني من نقص الموارد والمعدات، وهو ما يضاعف حجم المخاطر.
أما الحلول فتبدأ بالاعتراف بالمسؤولية والشفافية في التحقيق، بعيداً عن محاولات التغطية أو تبرير الحادثة. يجب أولاً إنشاء آلية رقابية وطنية صارمة لمتابعة جودة اللقاحات وتخزينها وفقاً للمعايير العلمية. ثانياً، تأهيل الكوادر الصحية عبر برامج تدريبية دورية وإلزامية حول طرق إعطاء التحصينات والتعامل مع الحالات الطارئة. ثالثاً، تحسين البنية التحتية للمستشفيات ومراكز التطعيم بتوفير الثلاجات الطبية، ونظم التتبع الإلكتروني لضمان عدم انقطاع التبريد. كما أن إشراك المجتمع في المراقبة وتعزيز الثقة عبر حملات توعية شفافة يسهم في إعادة بناء الجسور بين المواطن والمؤسسة الصحية ..
إن مأساة أطفال البان جديد جرس إنذار حقيقي لإصلاح شامل، فحياة طفل واحد أغلى من أي تقصير، والحلول موجودة إذا توفرت الإرادة والرقابة والشفافية ..
بعد اخير :
خلاصة القول، حادثة وفاة أطفال مستشفى البان جديد ، موقعها وزمانها لايبرر ما حدث اياً كانت مساحيق التجميل المراد استخدامها، بل اثبتت هذه الكارثة مدى الفوضى التى ضربت أركان برنامج التحصين الموسع الراسخة بعد ان كان مفخرة النظام الصحى .. إنها جريمة مكتملة الأركان باثبات بيان وزارة الصحة الاتحادية الذى اقر ان المستشفى المعنى خالف بروتكول حفظ اللقاحات، وطالما انه هنالك ثلاجات عاملة إذن هنالك طاقة متوفرة فلماذا لم يتم حفظ اللقاحات وفقا للموجهات المعتمدة !؟ واخيراً، ان كان الأمر اهمالا فهى جريمة جنائية يجب أن يحاسب مرتكبها بتهمة القتل الخطأ، إما إن كان جهلا فهى كارثة ينبغى أن يحاسب مرتكبها بتهمة القتل العمد .. ومن اوجب واجبات ذوى الأطفال اتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بمنع تكرار هذه الفاجعة الأليمة … ونواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
السبت (16 اغسطس 2025م)
musapbrear@gmail.com