#البعد_الاخر
مصعب بريــر
خطوات نحو ريادة ولاية القضارف للتصنيع الدوائي ..!
تمتلك ولاية القضارف مقومات كبيرة تجعلها مؤهلة لتكون رائدة في مجال التصنيع الدوائي على مستوى السودان والإقليم، إذ تجمع بين الموارد الطبيعية، والموقع الإستراتيجي، والكوادر البشرية المؤهلة، إضافةً إلى الطلب المحلي المتزايد على الدواء. غير أن تحقيق هذه الريادة يتطلب رؤية استراتيجية وخطوات عملية مدروسة تعزز من قدرة الولاية على جذب الاستثمارات وبناء صناعة دوائية منافسة وفاعلة.
أول هذه الخطوات هي تطوير البنية التحتية الصناعية عبر إنشاء مجمعات دوائية متكاملة مزودة بمعامل مراقبة جودة، ومراكز أبحاث متقدمة، وخدمات لوجستية عصرية. فالتصنيع الدوائي يعتمد بصورة أساسية على وجود بيئة مهيأة من حيث الكهرباء، المياه، الطرق، والمخازن المبردة، وهي عناصر يجب أن تحظى بالأولوية في خطط حكومة الولاية بالتعاون مع المركز.
أما الخطوة الثانية فتتمثل في الاستفادة من موقع القضارف الجغرافي، حيث تشكل الولاية بوابة تجارية نحو إثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان، ما يتيح لها أن تكون مركزًا إقليميًا لتصدير الأدوية. هذا يتطلب سياسات تشجيعية للتبادل التجاري وإبرام اتفاقيات مع دول الجوار لتسهيل دخول منتجات المصانع الدوائية القضارفية إلى أسواقها.
الخطوة الثالثة هي توطين الكفاءات العلمية والبحثية. فنجاح الصناعة الدوائية يتوقف على وجود صيدلانيين، كيميائيين، وخبراء تكنولوجيا تصنيع دوائي قادرين على الابتكار ومواكبة المعايير العالمية. يمكن للولاية أن تدعم الجامعات المحلية لإنشاء برامج متخصصة في الصناعات الدوائية، وتشجيع البحث العلمي التطبيقي، وربط الطلاب بالتدريب العملي في المصانع.
أما الخطوة الرابعة فهي تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي عبر حوافز ضريبية وتسهيلات تمويلية. إذ يمكن أن تساهم شراكات بين الدولة والقطاع الخاص في تسريع إنشاء مصانع للأدوية الأساسية والمضادات الحيوية والمحاليل الوريدية، مما يقلل فاتورة الاستيراد ويدعم الأمن الدوائي القومي.
الخطوة الخامسة تتمثل في تطبيق معايير الجودة والالتزام بالتصنيع الدوائي الجيد (GMP)، بما يضمن أن تكون المنتجات القضارفية منافسة في الأسواق الداخلية والخارجية. ويتطلب ذلك تعزيز قدرات فرع المجلس القومى للصيدلة والسموم بولاية القضارف وإنشاء لجنة إشرافية متخصصة لمتابعة الالتزام بالمواصفات وضمان سلامة الأدوية.
الخطوة السادسة هي التكامل مع الزراعة المحلية، حيث يمكن الاستفادة من نباتات القضارف الطبية والعطرية في تصنيع أدوية عشبية ومكملات غذائية ذات قيمة سوقية عالية. هذا المسار يمنح الصناعة ميزة تنافسية فريدة ويعزز من القيمة المضافة للموارد المحلية.
وأخيرًا، تأتي خطوة التسويق وبناء العلامة التجارية، فنجاح أي صناعة لا يكتمل دون إستراتيجية قوية للترويج للمنتجات داخليًا وخارجيًا، مع التركيز على الجودة والسعر المناسب وبناء ثقة المجتمع الطبي والاستهلاكي.
بعد اخير :
خلاصة القول، إن ولاية القضارف إذا سارت في هذه الخطوات المتكاملة، فإنها لن تحقق فقط الاكتفاء الذاتي الدوائي للسودان، بل ستصبح منصة إقليمية للتصنيع والتصدير، ما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل واسعة، ويضعها في موقع ريادي طالما انتظرته البلاد .. واخيراً، نثمن عاليا قيام ورشة توطين الصناعات الدوائية بولاية القضارف التى اقامها المجلس القومى للصيدلة والسموم فرع ولاية القضارف بالتعاون مع مفوضية الاستثمار الخميس الماضى، رغم عدم دعوتنا إلا أننا راينا المساهمة بهذا العمود عسى أن يساعد فى استكمال الرؤية المستقبلية لتوطين الصناعات الدوائية بولاية القضارف باعتبارنا احد مكونات هذه القضية المهمة … و نواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
السبت (23 اغسطس 2025م)
musapbrear@gmail.com
