الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب .. برغم الجراح والدماء والدمار فإن أمام السودان غد أزهى وانضر
الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب .. برغم الجراح والدماء والدمار فإن أمام السودان غد أزهى وانضر
كتب : الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم
برغم الجراح والدماء والدمار فإن أمام السودان غد أزهى وانضر .. ومستقبل من سندس أخضر .. بما تزخر به البلاد من امكانات ومناخات و ثروات لعل أهمها إنسان السودان نفسه.. شعب السودان ذو حضارة عريقة وباذخة مع موروث بالغ الخصوبة والثراء.. والسودانيون خلطة باهرة ومع ذلك فلهم مايميزهم عن العرب والافارقة.. ورغم ذلك ففي السودان عيوب هيكلية تحتاج إلى معالجات صعبة وجراحات عميقة.. فكما الافراد والجماعات تحتاج الامم والشعوب إلى وقفات للمراجعة والمكاشفة ونقد الذات.. توطئة للانطلاق والتطور والنماء.. ثمة عيوب سودانية على قلتها وضآلة شأنها اعاقت مسيرة التطور وعطلت قطارة التنمية وجعلت السودانيين أسرى لمحطات تجاوزها الزمان ولم يعد يطيقها المكان.. كأمراض التباغض والتدابر والحسد والتنافس غير الشريف.. والحنين إلى الامس والانكفاء على الماضي والبكاء على أطلال عهود تولت، وازمنة صارت في ذمة التاريخ وذاكرة الارشيف..
ان اهل السودان بحاجة إلى معالجة الاخفاق المزمن في عدم استثمار التميز الفردي والابداع الشخصي وتحويله لعمل جماعي وتطويره إلى مشروع وطني.. لابد من تشخيص فشل النخبة والعامة في إجادة ( التيم ويرك) اجتماعيا وسياسيا ورياضيا.. ان واجب المرحلة كما هو واجب الاجيال اعلاء المصلحة العامة على الخاصة و تقديم مصالح الوطن والشعب على هموم الحزب والقبيلة.. ان اهم درس يجب تعلمه من ازمتنا الراهنة هو إغلاق كل باب تهب منه العصبيات وثقافة العنف والثأر والكراهية و نفي الخصوم واقصاء الآخر .. لابد من تجفيف ثقافة الاغتراب المرضي للخارج والاحتراب الدموي بالداخل.. ومجافاة ارض الذهب وبلد الفرص والسفر إلى المجهول..
انها عيوب قليلة ضئيلة ولكن علاجها سيفجر اكبر ثورة تنموية ويقود اروع مسيرة وعي في القرن الحالي.. ستجعل السودان نمر نمور افريقيا
ومعجزة الحضارة في جنوب الصحراء.
