صوت الحق
الصديق النعيم موسى
تبكيك القضارف يا يحى!!
فُجعت ولاية القضارف يوم أمس برحيل الشاب الخلوق، الأخ البشوش والصديق العزيز يحى أحمد يحى، فُجعنا بخبر وفاته بمنطقة دوكه إثر سقوط حائط عليه، هذه أقدار الله في الأرض التي حتماً لا فِرار منها، نزل الخبر على قلبي كألصاعقة، لما بيننا من صداقة تجاوزت الخمسة عشر عاماً، وكان آخر ما جمعني به، مكالمة عن طريق الثورة وقطعة المزلقان، فتناقشنا وتطايبنا وأخبرني بأنَّ هنالك لجنة جاءت قبل يومين لمعالجة المشكلة من جذورها، ثم علّق على منشوري في الفيسبوك وقام بنشر مقالي في صفحته. وتواعدنا على أن نواصل الحديث.
شهادتي مجروحة في الصديق يحى وطِوال علاقاتنا الممتدة، نجد يحى حاضراً في نداء الخير، باشاً هاشاً، تبكيك القضارف يا صديقي، تبكيك قُراها ومحلياتها، يبكيك حي الثوره الذي دافعت عن سوء طريقه، نبكيك بدموع الأطفال يا صديقي، نبكي على فُراقك وعلى وداعك، نبكي على فقد رجل مثلك، رجلٌ نجده في المبادرات، رجلٌ أفنى شبابه خدمةً للإنسانية جمعاء.
لكنه الموت يا صديقي يحى، الموت الذي فرقنا من أعز ما نحب، الموت الذي بعده الحياة الأبدية، الموت الذي أقرب إلينا من حبل الوريد، الموت الذي لا مفر منه؛ لقد أجمعت القضارف على حُبك وهي تنعاك عن بكرة أبيها، يحى أحمد صاحب الوجه المبتسم الذي تشبّع في العمل الإنساني وخدمة اليتامى والأطفال والنازحين ولقد شهدوا له بالسهر والنوم في مواقع الخدمات.
إختارك الله بجواره وأنت في عمل إنساني، إختارك الله وكل من يعرفك شهد لك بالخير، فارقتنا إلى مليك مقتدر رحيم كريم، ودعتنا لتصعد روحك الطاهرة لرب العالمين الذي إختصاك بقضاء حوائج الناس، اللهم نسألك بأسمك الأعظم أن ترحم أخانا وصديقنا وحبيبنا يحى أحمد يحى، اللهم أجبر كسرنا وعوِّض شبابه جناتٍ تجري من تحتها الأنهار، اللهم بقدر ما قدّم للقضارف والنازحين، نسألك اللهم أن ترحمه رحمةً واسعةً وأن تتجاوز عن سيئاته وأن تلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
السادة في وزارة التخطيط العمراني وبلدية القضارف نقترح أن يحمل طريق الثورة والمزلقان بإسم الشهيد يحى أحمد يحى.
