مقالات الرأي

دعوات الرباعية وتجريب المجرب: بقلم إدريس هشابه

دعوات الرباعية وتجريب المجرب:

بقلم إدريس هشابه

لماذا لا تدعو الرباعية إلى وقف إطلاق النار في غزة؟ كلما تمكنت القوات المسلحة من تحرير مدينة أو منطقة من دنس المليشيا المتمردة، تخرج علينا الرباعية بدعوة لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإطلاق عملية سياسية شاملة يقودها المدنيون! دعوة حق يراد بها باطل. تصمت الرباعية عن كل جرائم المليشيا وارتكابها لأفظع الجرائم ضد الأبرياء في تحدي سافر للقانون الدولي الإنساني. جرائم المليشيا مبذولة في وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية، بل حتى من خلال أفراد المليشيا أنفسهم في تحدٍ سافر للقانون الدولي.

وفجأة تصحو من نومها مع أي تطهير جديد لمدينة سودانية بواسطة القوات المسلحة وفرحة للشعب، تسعى لمواساة المليشيا بدعوات مكررة لا جديد فيها، غايتها تمكين مجموعة تأسيس وفرضهم على الشعب السوداني من خلال عملية سياسية تعيدهم بالشباك بعد أن أجهض الجيش مؤامرتهم وأفشل مخططاتهم في الحكم عن طريق بندقية المليشيا الإرهابية.

والسؤال الذي يقفز إلى الذهن: لماذا لا تقوم الرباعية بإدخال المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين المقيمين في مناطق سيطرة القوات المسلحة؟ ولماذا لا تقدم الرباعية دعما في مجال إزالة الألغام وإصحاح البيئة ومخلفات الحرب وتهيئة المدن الآمنة حتى تكون صالحة، بجانب دعم النظام الصحي السوداني لتخفيف آثار الحرب والتدمير ونهب مصانع الأدوية والمستشفيات الذي تسببت فيه المليشيا المتمردة؟

يبدو أن الرباعية لا تزال تقرأ من نفس الكتاب القديم ولم تستوعب الدرس بعد. الشعب السوداني عصي على التركيع ولن يقبل بأي شروط أو إملاءات مستوردة من الخارج، وله كامل الحرية في اختيار من يحكمه وفق إرادته هو، لا أهواء ورغبات نظام أبوظبي.

على الجيش السوداني الاستمرار في عملياته العسكرية لبسط سيطرته وسيادته الكاملة على كل ربوع الوطن، وهذا حقه وفق القوانين والأعراف الدولية وحق الدفاع عن النفس. والشعب السوداني يقف من خلف جيشه ويدرك حجم المؤامرة الدولية، إلا فئة محدودة من أتعس وأسوأ نسخة سياسية في تاريخ السودان القريب والبعيد، ارتضت لنفسها أن تكون خادمة لأجندات الخارج ولن تفلح لأن نواياها مكشوفة ومعلومة.

وعلى الرباعية قراءة المشهد السوداني بنظارة أخرى غير نظارة حلفاء المليشيا المنبوذين من الشعب السوداني، وألا تضيع وقت الشعب السوداني في تجريب المجرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى