قيادة البلاد امام تحدى تاريخى إذا أرادت النجاة … والنجاة بالبلاد بوحدتها محمد بشير ابونمو

قيادة البلاد امام تحدى تاريخى إذا أرادت النجاة … والنجاة بالبلاد بوحدتها
محمد بشير ابونمو
إذا اردت ان تعرف حقيقة مواقف قيادات الدول هذه الايام ، فانظر الى مواقفهم من الذين تسببوا فى أفظع المآسى الانسانية فى عالم اليوم ، وخاصة فى غزة والمدن المحاصرة فى السودان كحالة الفاشر المأساوية ، اىّ انظر إلى مواقفهم من إسرائيل والدعم السريع كفاعلين مجرمين تسببوا بهذه المآسى . انظر الى دول الرباعية والى عموم مواقفهم باستثناء مصر ، مواقف تشوبها تآمر مستمر وعداء معلن للسودان ومواقف بعضها رمادية تصب لمصلحة العدوان على السودان !
أمريكا رغم سوء مواقفها المرتبطة فقط بمصالحها ، إلا ان هنالك مؤسسات تتحرك باستقلالية من السلطة التنفيذية لفرض قرارات ، والتى لا تنسجم احياناً مع مواقف الادارة التنفيذية ، وهذا يربك بعض سياسات الحكومة ، كالحراك الذى انتظم فى الكونجرس الامريكى فى الايام الماضية لتصنيف الدعم السريع كمنظمة ارهابية ، وهذا امر مقلق ومحرج للادارة الأمريكية ومقلق اكثر للدولة الراعية والداعمة للتمرد وهى الامارات .
هنالك امران دفعا بقوة لاجتماع الرباعية وإصدار بيانها المرفوض جملة وتفصيلاً من الشعب السودانى ، الأمر الاول هو الاكتساح العسكرى على الدعم السريع فى محور كردفان واهمها فتح طريق ام درمان – الابيض ، بتحرير مدينة بارا ، والامر الآخر هو تحرك الكونجرس لتصنيف الدعم السريع كمنظمة ارهابية ، والبيان كان لاستباق اجراء الكونجرس ، هذا غير الاسباب الجانبية الأخرى كالخلافات الحادة التى ضربت مجموعات المليشيا نتيجة الانهزامات المتكررة والصمود الأسطورى لمدينة الفاشر ، وهذه الاسباب كلها تشير الى قرب نهاية المليشيا المتمردة وتبخر احلام القوى الداعمة لها . وهذا ما جعل الرباعية تجتمع على عجل لاصدار هذا البيان المخزى لأنقاذ الدعم السريع ، ولكن هيهات !!
تهديد الامن الدولى اليوم تقوم به قيادات قليلة اشبه بالبلطجية لحكومات معروفة ، وهم فعلا اشبه بالبلطجية اكثر منها حكام راشدين اتوا لخدمة شعوبهم والمساهمة فى استقرار وتثبيت الامن الدولى ، واهم ثلاث حكام يشملهم هذا التنصيف هم الرئيس الامريكى ترامب والاسرائيلى نتنهياهو والإماراتي محمد بن زايد . هذا السلوك البربرى لهولاء الحكام اغضب شعوبهم اولاً ومن ثم اثار المجتمع الدولى فى جانب الشعوب أيضاً وليس الحكام ، فترى الان رفض عنيف من الشعب الاسرائيلى لسياسة الحرب التى ينتهجها المجرم نتنياهو ضد الأبرياء المدنيين فى غزة ، وبل انتظمت الشعوب فى مختلف دول أوروبا وشحنت العشرات من السفن بالمواد الغذائية ومواد الإيواء ومصَّرة على الرسو على ساحل غزة للضغط على إسرائيل بالسماح لدخول الغذاء لاهل غزة لإنقاذهم من الجوع ، وقد تسبب سلوك الرئيس الأمريكى ترامب على اغتيال اقرب مستشاريه وهو تشارلى كيرك ، كاشارة قوية لرفض سياساته وبل رفض شعبى لنزعة الفاشستية التى بدأت تنمو مع سياسات ترامب ، وكان امر مثير ان يشاهد الملايين فى انحاء العالم عملية الاغتيال فى نقل حى على الهواء من مختلف القنوات الفضائية . وقد شاهد الناس قبل ايام الملايين من الشعب اليابانى التى اكتظت بها شوارع مدن اليابان تعاطفاً مع شعب غزة .
من المؤسف ان تقوم السلطات الأمريكية بإنزال عقوبات على الدكتور جبريل وزير المالية من غير سبب واضح ، وتترك الدعم السريع ، المنظومة المليشية التى تقوم بتوثيق جرائمها الفظيعة ضد المدنيين بايديها وليس بايدى الغير ، فى مفارقة عجيبة ، فنتساءل باستغراب ونقول ايهما احق بالعقوبات من يرتكب الفظائع ويوثقها بنفسه ويحاصر المدن ويجوع المدنيين ويرفض قرار مجلس الامن بفك حصار المدن ، او من يعمل وزيراً للمالية فى ظل حكومة مدنية ولا علاقة له بالعمل الميدانى العسكرى ؟
وأخيراً نختم ونقول على قيادة البلاد العسكرية والمدنية التمسك الصارم بخيار الشعب وهو : رفض قرارات الرباعية رفضاً قاطعاً وإهمالها وعدم الالتفات اليها ، والتمسك بالموقف الشعبى الرافض لهذه القرارات , والاستمرار بقيادة المعركة إلى منتهاها ، اما فى حالة الاذعان لقرارات الرباعية – لا قدر الله – فتكون تلك هى محطة المفارقة بين الشعب والقيادة .