#البعد_الاخر مصعب بريــر كارثة صحية تتسع: فشل خطة الطوارئ يهدد حياة السودانيين ويستدعي تحركاً عاجلاً ..!

#البعد_الاخر
مصعب بريــر
كارثة صحية تتسع: فشل خطة الطوارئ يهدد حياة السودانيين ويستدعي تحركاً عاجلاً ..!
* بين غياب التخطيط وتفاقم المعاناة… كيف تحولت خطة الطوارئ الصحية إلى فشل ذريع ..
* في الوقت الذي يواجه فيه السودانيون موجة غير مسبوقة من الملاريا وحمى الضنك، تقف وزارة الصحة الاتحادية في مرمى النقد والاتهام. فبدلاً من أن تكون خطة الطوارئ الصحية درعاً واقياً للأرواح، تحولت إلى نموذج للفشل والارتباك، كاشفةً خللاً عميقاً في إدارة الملف الصحي وأهمية إعادة النظر في أولوياته وسياساته.
في السنوات الأخيرة، شهد السودان تصاعداً مقلقاً في معدلات الإصابة بأوبئة الملاريا وحمى الضنك، وهما من أخطر الأمراض المنقولة عبر البعوض في البلاد. ومع بداية موسم الخريف هذا العام، كان من المتوقع أن تكون وزارة الصحة الاتحادية قد أعدت خطة طوارئ محكمة لمجابهة هذه التحديات الصحية المتكررة. غير أن الواقع كشف عن عكس ذلك تماماً، حيث بدت الوزارة عاجزة عن احتواء الأزمة، ما أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية وتراجع ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة الصحية.
منذ اندلاع موجة الإصابات الأخيرة، تبيّن أن خطة الطوارئ المعلنة من الوزارة لا تتجاوز كونها تصريحات إعلامية بلا أثر ملموس على الأرض. المستشفيات والمراكز الصحية في الولايات المتأثرة لم تتسلم ما يكفي من الأدوية أو أدوات التشخيص السريع، وحملات الرش الوقائي انطلقت متأخرة وبصورة غير منهجية. هذا الإخفاق يعكس خللاً بنيوياً في إدارة القطاع الصحي، بدءاً من ضعف التنسيق بين المركز والولايات، وانتهاءً بعدم توفر ميزانية كافية أو خطط مسبقة لموسمية الأوبئة.
إلى جانب النقص في التمويل والتخطيط، يلاحظ المتابعون غياب الشفافية والمعلومات الدقيقة حول حجم التفشي وخطورته. فقد اكتفت وزارة الصحة بنشرات مقتضبة وأرقام متضاربة، بينما شكا المواطنون من امتلاء المستشفيات وعدم توفر العقاقير المضادة للملاريا أو المحاليل الوريدية للمصابين بحمى الضنك. هذه الفجوة بين الواقع والتصريحات الرسمية أضعفت ثقة الجمهور في قدرة الوزارة على إدارة الأزمات.
كما أن وزارة الصحة فشلت في إشراك المجتمع المدني ومنظمات الصحة العالمية بالشكل المطلوب. ففي حين كانت منظمات محلية ودولية تبادر بحملات توعية أو توزيع الناموسيات، بقيت الوزارة غارقة في الاجتماعات والوعود، وهو ما أضاع فرصة ثمينة لتقليل الإصابات والوفيات. وقد أشار كثير من المراقبين إلى أن ضعف القيادة الصحية، المتمثل في الوزير الحالي، ساهم في تفاقم الفشل؛ إذ لم ينجح في استنهاض كوادر الوزارة أو وضع خطة عاجلة وفعالة للاستجابة.
النتيجة كانت كارثية: آلاف الإصابات في غضون أسابيع، نقص حاد في الدم والمحاليل، انهيار أقسام الطوارئ في المستشفيات الطرفية، ومواطنون يواجهون الموت بلا دعم حقيقي. هذه الكارثة الصحية لا يمكن تفسيرها فقط بنقص الموارد، بل بغياب الرؤية والجاهزية، وعدم التعلم من تجارب السنوات السابقة حين تكررت موجات مماثلة من الملاريا والضنك.
إن الدرس الأبرز من هذه الأزمة هو أن الصحة العامة لا تحتمل الارتجال ولا الشعارات السياسية. المطلوب اليوم إعادة هيكلة إدارة الطوارئ الصحية، وتعزيز ميزانيات الوقاية المبكرة، والاعتماد على قاعدة بيانات علمية لتوجيه التدخلات. كما أن الشفافية والتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين يجب أن تصبح قاعدة لا استثناء، حتى لا يتكرر المشهد ذاته في مواسم الخريف المقبلة.
بعد اخير :
خلاصة القول، إن استمرار هذا النمط من الإخفاق في إدارة الأزمات الصحية ينذر بكوارث أكبر في المستقبل، ليس فقط على مستوى الأرواح المهدرة بل أيضاً على مستوى الاقتصاد الوطني والأمن الاجتماعي. إذا لم تتخذ القيادة السياسية إجراءات عاجلة لمراجعة أداء وزارة الصحة الاتحادية ومحاسبة المسؤولين عن الفشل، فإن البلاد ستواجه موجات أشد من الملاريا والضنك وربما أوبئة أخرى أكثر فتكاً.. واخيراً، لقد حان الوقت لاعتبار الصحة قضية أمن قومي، وتبني سياسات طوارئ حقيقية مبنية على العلم والتخطيط المسبق لا على الشعارات والتصريحات. فالتقصير في هذا الملف ليس مجرد إخفاق إداري، بل جريمة في حق أجيال كاملة ومستقبل السودان الصحي… و نواصل إن كان فى الحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين
#البعد_الاخر | مصعب بريــر |
السبت (20 سبتمبر 2025م)
musapbrear@gmail.com