الأخبار

كلمة الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان في المؤتمر الصحفي بعنوان: (بيان الرباعية والسيادة المفقودة)

كلمة الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان في المؤتمر الصحفي بعنوان:
(بيان الرباعية والسيادة المفقودة)

في يوم الجمعة 20 ربيع الأول 1447هـ، الموافق 12/09/2025م، أصدر وزراء خارجية ما يسمى بالرباعية، وهي أمريكا والسعودية والإمارات ومصر، بياناً بشأن السودان، كان أبرز ما جاء فيه:
1- هدنة إنسانية لثلاثة أشهر لتمكين دخول المساعدات الإنسانية، بما يؤدي فوراً إلى وقف دائم لإطلاق النار.
2- إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفافة، تختتم في غضون تسعة أشهر، نحو تأسيس لحكومة مدنية تتمتع بشرعية.
3- مستقبل حكم السودان يقرره الشعب السوداني، من خلال عملية انتقالية شاملة، تتسم بالشفافية، ولا تخضع لسيطرة أي طرف من أطراف النزاع.
وتعليقاً على بيان الرباعية، أصدرت الخارجية السودانية يوم السبت 21 ربيع الأول 1447هـ، الموافق 13/09/2025م، بياناً جاء فيه: (حكومة السودان تؤيد أي جهد إقليمي ودولي يساعدها على إنهاء الحرب، لكنها لا تقبل أي تدخلات لا تحترم سيادة الدولة ومؤسساتها الشرعية، وهو الدفاع عن الشعب والأرض، كما ترفض مساواتها مع الدعم السريع).
إن المتابع لملف السودان، والصراع الدولي المحتدم على أراضيه، يعلم تماماً أن هذه الحرب تديرها أمريكا لاجتثاث نفوذ الإنجليز، ولتمزيق السودان بفصل دارفور، وأن جميع الأعمال السياسية التي تقوم بها أمريكا، أو أدواتها في السودان، هي من أجل القضاء على أي عمل يعيد رجال الإنجليز إلى المشهد، لذلك فإن تحرك الرباعية في هذا التوقيت، جاء على خلفية تحرك رجال الإنجليز عبر مفوضية الاتحاد الأفريقي، لإعادة (صمود) إلى المشهد من جديد، حيث كشفت مصادر مطلعة بأن الاتحاد الأفريقي وجه الدعوة للقوى الوطنية المساندة للجيش السوداني، ولمجموعة (صمود)، لحضور اجتماعات الحوار السوداني-السوداني في السادس من تشرين الأول/أكتوبر المقبل بأديس أبابا، حيث ينشط رجال الإنجليز خاصة في مفوضية الاتحاد الأفريقي لإعادة تعويم (صمود)، وفي السياق نفسه التقى مفوض الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف يوم الجمعة 12/09/2025، في أبو ظبي بعبد الله حمدوك رئيس (صمود)، وقال قيادي بارز في تحالف صمود لسودان تربيون، إن لقاء حمدوك ويوسف “تناول دور الاتحاد الأفريقي في حل النزاع، والاتفاق على عملية سياسية ذات مصداقية بقيادة السودانيين تحت مظلة الاتحاد الأفريقي”. لذلك تحركت أمريكا عبر الرباعية متبنية خارطة الطريق المؤرخة في 10/03/2025 التي قدمها مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة، الحارث إدريس إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وتسعى أمريكا لجعل بيان الرباعية، الذي هو خارطة الطريق التي قدمتها حكومة السودان نفسها، جعلها أساساً للتسوية بين الحكومة وبين قوات الدعم السريع، عندما تنضج طبختها تماما.
هذا هو الواقع السياسي في السودان، فأين موقع مفردة السيادة في هذا المسرح العبثي؟!
إننا في حزب التحرير / ولاية السودان، نوضح الحقائق الآتية:
أولا: إن دويلات سايكس بيكو التي أنشأها الغرب الكافر المستعمر على أنقاض الخلافة العثمانية، ومنها السودان، هي دويلات وظيفية مستعمَرة، يتصارع عليها المستعمرون؛ وأدواتهم في ذلك هم قيادات القوى المسلحة، والحركات المتمردة، والوسط السياسي العلماني السافر أو المستتر. وأدوات المستعمر هذه لا سيادة لها على نفسها فكيف تكون لبلادهم سيادة على نفسها؟!
ثانيا: التضليل هو أخطر أسلحة الكافر المستعمر وأعوانه، فهم يجعلون العدو صديقاً يتدخل في كل تفاصيل الدولة وفي حياة الناس، ويجعلون الأخ عدواً تعمل فيه آلة القتل، لذلك يستبيح مبعوثو وسفراء الأعداء، ساحة البلاد بحجة أنهم أصدقاء حادبون على مصلحة البلاد والعباد!
ثالثاً: كيف يتحدث عاقل عن السيادة في هذا البلد ومشاكلها تبحث في كل وكالات الأمم المتحدة، وبخاصة مجلس الأمن، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، والإيقاد، والرباعية، ودول جوار السودان، وتحالف الألب، وما التقى رئيسا دولتين، أو وزيرا خارجية دولتين، إلا وتحدثوا عن قضايا السودان ومشاكله، ثم نتحدث عن السيادة، أليس فيكم رجل رشيد؟!
رابعاً: بغياب دولة المسلمين؛ الخلافة، غاب مفهوم السيادة عن بلادنا، وأصبح يستخدم فقط بواسطة أدوات الكافر المستعمر من حكام وسياسيين، للوقوف في وجه المشاريع المناوئة لمصلحة سيدهم، فعندها يستدعون مفهوم السيادة كحجة لعدم السماح بمروره، وعندما يأتي المشروع الإجرامي من سيدهم يمررونه بحجة أنهم الأصدقاء الحادبون على مصلحة البلاد والعباد!
خامساً: إن الكفار المستعمرين، وبخاصة أمريكا الدولة الأولى في هذا العالم الرأسمالي، هم الذين يشعلون الحروب في الدول المستضعفة، ثم يتخذون من إدارة هذه الحروب أداة لتحقيق مصالحهم هم، وليس مصالح الشعوب المستضعفة، فيتركز الاستعمار وتتفتت الدول، لذلك لا ينادي، ولا يسمح بتدخل الكافر المستعمر، أو أدواته الوظيفية من دول المنطقة إلا عميل خائن لشعبه، لذلك كانت أي استعانة بالأجنبي انتحاراً سياسياً.
سادساً: أليست العلاقات الدولية تقوم على الندية والمعاملة بالمثل؟! فأين ذلك في تعامل حكوماتنا في السودان مع الدول التي لديها مبعوثون، ترسلهم ليبحثوا مع حكامنا أدق تفاصيل حياتنا؛ من الطعام، والغذاء، والدواء، والتعليم، وحصار الفاشر وكل شيء؟! فمثلا نقل موقع سودافاكس يوم 10/09/2025 عن لقاء كامل إدريس والمبعوث البريطاني ريتشارد كراودر، “وشدد كراودر على أن أولويات بلاده تتركز حالياً في التوصل إلى وقف إطلاق النار بمدينة الفاشر وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين دون عوائق، مؤكداً دعم لندن الكامل لجهود الاستقرار والسلام في السودان”. لقد تعودت آذاننا سماع مثل هذه الأخبار، ولا يستنكرها في الوسط السياسي أحدٌ، بل ينظر لها البعض بوصفها اختراقا وإنجازاً، ولكن هل يستطيع البرهان أن يرسل مبعوثا يناقش مع رئيس وزراء بريطانيا مشاكل بريطانيا الداخلية؟! هذا يحتم حاجتنا إلى دولة ذات سيادة حقيقة لا نفاقا.
سابعاً: تتحرك أمريكا كلما أحست بأن هنالك جهة تنازعها في ملف السودان، لذلك استصدرت بيان الرباعية، ثم أرسلت مبعوثها إلى الاتحاد الأفريقي، حيث نقل موقع الجزيرة نت يوم 18/09/2025 “أكد مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا، أن الآلية الرباعية المعنية بالسودان، تُعد منصة داعمة للمبادرات الأخرى، وليست بديلا عنها، مشددا على أن الاتحاد الأفريقي لا يزال طرفا أساسياً في جهود حل الأزمة السودانية. وخلال مؤتمر صحفي مشترك، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف في أديس أبابا، أوضح بولس أن الرباعية تعمل بالتوازي مع منصات أخرى، وقد حققت نتائج إيجابية، لا سيما بعد الإعلان عن خارطة الطريق الإصلاحية التي تضمنت جداول زمنية واضحة”. ومن المتصور أن تعرقل أمريكا دعوة الحوار السوداني-السوداني، الذي يريد رجال الإنجليز جعله حصان طروادة لإدخال رجالهم في صمود إلى المشهد السياسي في السودان، حيث أورد موقع المحقق “أكد رئيس قوى الحراك الوطني الدكتور التيجاني سيسي أنه من الصعب مشاركة القوى الوطنية في الاجتماعات التحضيرية للحوار السوداني-السوداني المزمع عقدها في أديس أبابا في السادس من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، تحت مظلة الاتحاد الأفريقي. وقال سيسي إن القوى الوطنية السودانية لديها تحفظات على الدعوة والطريقة التي قدمت بها من قبل الاتحاد الأفريقي”. هذه هي بلادنا ساحة للصراع الدولي!
أيها الأكارم، في الوسطين السياسي والإعلامي:
نحن نحتاج إلى أن نستأنف حياتنا الإسلامية، بإقامة الخلافة الراشدة، التي تطهر الوسط السياسي من المنافقين والعملاء، وتجتث نفوذ الغرب الكافر المستعمر من بلادنا؛ مبدأه الرأسمالي وعقليته النفعية، لنتنسم عبق العبودية لله وحده، ونعيش حياة السيادة فيها للشرع وحده، يقودها رجال يعيدون إلينا عزتنا وكرامتنا، فنعود خير أمة أخرجت للناس، فكونوا أيها الإخوة لذلك من العاملين والداعين والمبشرين فإن في ذلك خيري الدنيا والآخرة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ولاية السودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى