خطاب دكامل إدريس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: آمال وتحديات بقلم إدريس هشابه

خطاب دكامل إدريس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: آمال وتحديات
بقلم إدريس هشابه
يترقب الشارع السوداني باهتمام بالغ خطاب رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، د. كامل إدريس، في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة. تُعتبر هذه المشاركة دلالة واضحة على عزم الحكومة السودانية على المضي قدمًا نحو الحكم المدني، وفقًا لتطلعات الشعب وتحقيقًا للمصالح العليا للبلاد. تعكس هذه المشاركة في المحافل الدولية التزام الحكومة بتعزيز العلاقات الدولية ودعم جهود السلام والاستقرار.
حرب السودان حاضرة في العديد من كلمات المتحدثين خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. بدءًا من كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، الذي طالب بوقف الحرب والانخراط في عملية سياسية، ووقف تدفق السلاح. ومع ذلك، لم يتم الإشارة في هذه المطالب إلى آليات التنفيذ أو الجهة التي تحاصر المدن وتمنع دخول الإغاثة للمدنيين، أو إلى عدم استجابة المليشيا ونظام بن زايد لقرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بتوريد السلاح إلى مناطق مثل دارفور.
رئيس الوزراء، الذي سيخاطب رؤساء وزعماء العالم، قد أجرى عددًا من اللقاءات على هامش الفعالية. هدفت هذه اللقاءات إلى تصحيح الكثير من المفاهيم والإجابة على كثير من المغالطات التي تتبناها المليشيا وحلفاؤها المتماهون مع مشروع تفكيك الدولة السودانية.
ينظر كثير من المراقبين إلى قيادة د. كامل إدريس لوفد السودان المشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة كخطوة إيجابية نحو بناء علاقات استراتيجية مع دول العالم. ويبقى السؤال المطروح: هل يتجاوب العالم مع مطالب الشعب السوداني الراغب في تحديد خياراته، أم يصرّون على تفصيل مستقبله وفق معاييرهم واتجاهات بوصلتهم؟
بالرغم من الملاحظات التي أبداها العديد من المشفقين على حكومة الأمل إلا أن رمزية المشاركة برئيس مدني كانت بمثابة المسمار الأخير على نعش حكومة الريبوت التي ولدت ميته رغم ماضخته الدويلة من أموال لصناعة حكومة موازية للضغط على الحكومة الشرعية وابتزازها لقبول التفاوض مع حلفاء المليشيا والحصول على مافشلوا فيه عسكريا.
في الوقت الذي سيخاطب فيه رئيس الحكومة المدنية كاملة الدسم كما يحلو للقحاحيط هناك بشريات كبيرة في مسار العمليات تضبخ على نار هادئة ستشفي صدور السودانيين وتحكي قصة جيش أوجد ليبقى حاميا للأرض والعرض مهما كان حجم التضحيات.