مقالات الرأي
أخر الأخبار

إبر الحروف عابد سيداحمد فراغ مامون حميدة !!

إبر الحروف
عابد سيداحمد

فراغ مامون حميدة !!

* لم يكن الهرم الاعلامى الكبير استاذ الاجيال مامون الطاهر يتخيل انه سياتى يوما سينفض عنه فيه من هم حوله وهو وسط نجوميته تلك ولا ان يلقى الا الاهمال الذى وجده فى مرضه ولكن هذا ماحدث له بالضبط قبل الحرب وبعدها

* فقد عرفت قبل الحرب من احد الزملاء المخلصين ان استاذنا مامون يعانى اشد المعاناة من المرض ومن ضيق ذات اليد التى جعلته غير قادر على العلاج وعلى دفع ايجار المنزل النائى الذى يسكنه بالحاج يوسف
* وان كل المناشدات للجهات الرسمية لم تجد الاستجابة وان من يملكون المال ويعرفونه لم يعينونه

* فاحزننى مامر به و الاستاذ جمعنى به العمل فى قناة الخرطوم لسنوات وكنت قبلها من متابعى اشراقاته فى الرياضة العالمية بالقناة القومية
* فسارعت بالاتصال بالرجل الذى لا يرد محتاجا او يخذل عشم من يقصده ايام كان وزيرا او بعد ان ترك الوزارة
* فرد على البروف مامون حميدة اين هو الان ؟ اتوا به ليستبشرون وسيجد كل شئ مرتبا له قالها ولم تكن له معرفة عن قرب بالاستاذ مامون الطاهر وعدت اليه ثانية عندما علمت ان كل ظروف مامون الطاهر لا تسمح بوصوله للمستشفى فوجه بلا تردد باحضاره باسعاف المستشفى عاجلا ليتلقى العلاج بالكامل مجانا فى مشفاه الخاص * وبعدها سافر الطاهر الى خارج البلاد ولم تجد الاسرة هناك الا البروف مامون لتتواصل معه ليسندها فى تكاليف الاعاشة والاقامة حتى عودته

* وعرفت ايام الحرب من ابنته كيف عانى استاذنا فى ايجاد المسكن الذى ياويه ومايعينه على العيش بعطبرة
* وعلمت انه الان يرقد طريح الفراش من الضنك بمستشفى البقعة بام درمان نسال الله له عاجل الشفاء
* وهذه واحدة من عشرات الحالات الانسانية التى عشتها مع بروف مامون والتى سياتى يوما لذكرها وفايزة عمسيب تذكر كيف فاجاها البروف بمنزلها وهو لايربطه بها اى سابق معرفة

* وجاءت مسارعته اليها عندما عرف منا ان رجلها مهددة بالبتر حالة تاخر علاجها بالخارج فذهبنا معه وتكفل بعلاجها بالاردن وهكذا ظل يستجيب لنا باستمرار مع من يعرف ومن لايعرف وكان يشكرنا فى كل مرة بقوله الدال على الخير كفاعله وكان يذهب معنا للوقوف على احوال اسر معدمة كثيرة ويتكفل بدعمها وبتعليم ابنائها مثلما ظل حافظ القران يتلقى تعليمه بجامعته مجانا
* وهكذا ظل البروف الذى لم يغب عنه هم اهل وطنه حتى بعد فتحه لجامعته فى رواندا ومستستشفاه هناك ايام الحرب فسارع قبل ايام بفتح مستشفى الزيتونه الخيرى بالسلمة بالخرطوم لعلاج المرضى مجانا
* وعاد للخرطوم ايام اشتداد الكوليرا من الخارج ليقف مع الولاية التى يحمد له انه من افادها بنشر مشافيها فى الاطراف برغم الحرب عليه وكانه كان يرى ماجرى لمستشفيات قلب الخرطوم من دمار ببصيرته

* تذكرت البروف الانسان مامون واعماله تلك وانا ازور امس زميلنا الصحفى الاستاذ جعفر باعو الذى نزح مع من نزحوا الى بورتسودان بسبب الحرب وتعرض قبل ايام للمرض فاجريت له عملية قلب مفتوح

* زرته برفقة الزميل الانسان الاستاذ ايهاب نصر فى منزل زميلنا الاستاذ محى الدين شجر رئيس رابطة الصحفيين الذى ابى الا ان يستضيفه بمنزله ووسط اسرته بكل شهامه وباعو المريض النازح يصعب عليه بالقطع فى ظل ظروفه هذه عن ايجار مقر لتاتى اسرته لتكون بجانبه وليواصل العلاج بتكاليفه العالية

* نسال الله له عاجل الشفاء ورد الله غربتك بروف مامون ففى الليالى الظلماء يفتقد البدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى