الصحة

وزارة الصحة بسنار تشارك في ورشة تسعير الخدمات الصحية بكسلا التي نظمها التامين الصحي كسلا :

وزارة الصحة بسنار تشارك في ورشة تسعير الخدمات الصحية بكسلا التي نظمها التامين الصحي
كسلا :
​في الوقت الذي تصارع فيه المنظومة الصحية تحديات التكاليف وتقديم الخدمة، لم تكن مشاركة وزارة الصحة بسنار في ورشة تسعير الخدمات بكسلا مجرد تبادل للخبرات بل كانت منصة لإطلاق دعوة استراتيجية لتكوين (جسم موحد) يجمع الصحة والتأمين الصحي والشركاء لوضع سياسات متفق عليها للقطاع الصحي وهذا المقترح يمثل أهم المخرجات الاستراتيجية لورشة تسعير الخدمات الصحية التي نظمها التأمين الصحي في كسلا، هذه الدعوة التي قادها الوزير المكلف الدكتور إبراهيم العوض أحمد أبوكمة، لا تعكس حاجة محلية لولاية سنار فحسب بل تمثل حلاً هيكلياً لمشكلة التجزئة في اتخاذ القرارات الصحية على مستوى الولايات.

​الوفد الرفيع الذي رأسه الدكتور أبوكمة وزير الصحة والتنمية الاجتماعية المكلف بولاية سنار أثبت أن التنسيق بين الصحة والتأمين الصحي هو المفتاح لنجاح أي خطة إصلاح. فالتناغم بين الطرفين في سنار هو ما سمح بـتشغيل أغلب المرافق الصحية وتنفيذ 136 يوماً علاجياً، وهو ما أكدته مدير الطب العلاجي بصحة سنار د. مزاهر علي مصطفى أبوجاح ، بالإشارة إلى عمل اللجنة المشتركة لإعادة الخدمة التأمينية.

​دعوة لإحياء آلية التنسيق العليا

​في قلب الورشة التي نظّمها التأمين الصحي شدد الوزير أبوكمة على ضرورة تكوين جسم موحد يجمع الصحة والتأمين الصحي والشركاء لوضع سياسات متفق عليها للقطاع. هذا الجسم الذي يرجح أن يكون تفعيلاً أو إحياءً لمجلس التنسيق الصحي المعروف سابقًا، يمثل الضمان الوحيد للوصول إلى أسعار خدمة متفق عليها تخدم المواطن بجميع ولايات السودان.
​هذه الدعوة الاستراتيجية تعكس إدراكاً بأن عملية التسعير التي تتم بناءً على حساب التكاليف يجب أن تُبنى على قرار سيادي مشترك يوازن بين الكلفة والجودة والقدرة الشرائية للمواطن، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون آلية تنسيق عليا ومستدامة.

​من التسعير إلى الرعاية الشاملة

​إن النظرة الشاملة لوفد سنار لم تقتصر على التسعير فقط ، فاطمة محمد عبدالحليم مدير الإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية، أشارت إلى أن نجاح الأيام العلاجية وتضافر الجهود مع التأمين الصحي يؤكد أهمية الشراكة في نشر حزم الرعاية الصحية الأساسية. هذا التنسيق المُحكم يضمن أن عملية الإصلاح والوصول إلى تسعيرة عادلة لن تكون بمعزل عن تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية الأساسية للمواطنين في المناطق النائية.
​مشاركة سنار بقيادة الوزير المكلف، تبعث برسالة قوية لا يمكن الاستمرار في إصلاحات مجزأة بينما الحل يكمن في إعادة تفعيل مجلس التنسيق الصحي ليكون المظلة التي تضمن أن تخدم قرارات التسعير والتشغيل أهداف الصحة العامة والعدالة الاجتماعية.

​إن مقترح سنار خطوة بالاتجاه الصحيح نحو حَوكمة القطاع الصحي. لكن النجاح في تطبيقه يتطلب إرادة سياسية قوية لمعالجة هذه التحديات الهيكلية أولاً لضمان أن يكون مجلس التنسيق الصحي جسماً فاعلاً ومؤثراً بدلاً من كونه كياناً بيروقراطياً جديداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى