
وهج الفكرة
🖊️ حذيفة زكريا محمد
الإيمان لا يعرف مكانة اجتماعية أو مادية.
قد تظن أن الإيمان مرتبط بمكانة الفرد أو لونه أو وضعه المالي، لكنك لا تدرك أن الإيمان غريزة إلهية وتربية أسرية يختار فيها الوالدان لأبنائهما الدين الذي يريدون، ويغرسان فيهم معاني الالتزام والعمل بأمر الله.
هذه الكلمات وهذه المعادلة تبعث من قلبي، ويترجمها قلمي.
بينما كنت أتجول في أحد أسواق مدينة أدري التشادية، لفت انتباهي شابة تعمل بائعة شاي، وحولها عدد من الشباب يحتسون الشاي والقهوة.
كان وقت صلاة الظهر، وقد بدأت الصلاة في عدد من المساجد المحيطة بالسوق كان السوق يسير على نحو مرضٍ، وكأن الشيطان يُعجّل للسوق أن يكون له نكهة خاصة في أوقات الصلاة، من حيث زيادة عدد الزبائن.
هذه الشابة، بكل وقار، نظفت المكان، وتوضأت، واستقبلت القبلة بعد تجهيزها لنفسها وللمكان، مؤمنةً بواجبها تجاه الله، في جوٍّ ساد فيه كسل عدد من الشباب الذين يشربون الشاي والقهوة.
هنا، انصرفتُ بمساواة الإيمان والالتزام بحقوق الله كأولوية لأداء الصلاة والدين، كم منّا مرتاح، وكم منّا في أفخم البيوت، تتوفر فيه كل وسائل الراحة، ولكنه لا يؤدي واجباته.
كما توصلتُ إلى معادلة مفادها أن الأفعال لا تُحدد النوايا. هنا، يتضح أن مهنة الشاي تعتمد على أخلاق الفرد، بعيدًا عن التحليل البشري، وأن الله يقبل الأفعال بالنية.
أنا على يقين تام بأن الله سيوفق هذه الشابة في الخير والنجاح، وسيهيئ لها طريقًا تحيا به حياة كريمة.
من حافظ على صلاته في هذا الوقت يستحق الثناء.
علينا جميعًا أن ندرك حقيقة واحدة: الإيمان لا يضعف بالشكل أو بالعمل، بل هو هبة من الله، وينمو بالمحافظة عليه وأداء الصلاة.
لا تمدحن امرأ حتى تجربه
ولا تذمنه من غير تجريب
السبت 11 / اكتوبر / 2025 م