
افتتاح مطار الخرطوم يهزم مشروع دويلة الشر
بقلم إدريس هشابه
قبل 24 ساعة من افتتاح مطار الخرطوم الدولي، بعد توقف دام لأكثر من عامين، أرسلت دويلة الشر عدداً من المسيرات بهدف تعطيل هذا الحدث الهام الذي انتظره السودانيون بشغف كبير. بفضل الله وعنايته، ويقظة القوات المسلحة التي كانت تتوقع مثل هذا العمل الجبان، تمكنت المضادات الأرضية من التصدي لجميع المسيرات المعادية، ولم يلحق بالمطار أي أذى سوى بعض الأضرار المحدودة خارج المطار.
لم يتأخر قائد الركب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ، بل أتى إلى موقع الحدث سريعاً وتفقد المطار، وكانت زيارته لفتة بارعة طمأنت أهل السودان، وجددت التأكيد على مضي الحكومة قدماً نحو هزيمة مشروع الدويلة عبر المليشيا، وإنفاذ مقررات جدة بقوة السلاح، وإعادة الحياة إلى طبيعتها مهما كان ثمن التضحيات.
في اليوم المحدد لاستئناف حركة الملاحة الجوية، أوفت شركة بدر للطيران بوعدها، ووصلت أول رحلة ركاب لطائرة مدنية حملت 180 راكباً إلى مطار الخرطوم. وهنا كان الحدث رسالة بليغة في بريد الدويلة التي يبدو أنها لم تقرأ تاريخ الشعب السوداني جيداً ورفضه الخنوع، كما قال رئيس مجلس السيادة.
في الأثناء، تزداد الضغوط من قبل الرباعية لإيقاف الحرب من خلال هدنة إنسانية، دون ذكر حصار المليشيا للفاشر وضربها للمنشآت المدنية! السؤال الذي تتجاهله الرباعية: ماذا قدمت الهدن الإنسانية مع المليشيا التي وافقت عليها الحكومة السودانية في العام الأول للحرب، سوى إعادة تموضع المليشيا وإدخال أسلحة جديدة؟
المليشيا المدفوعة من دويلة الشر لا عهد لها ولا ميثاق، ولا تعرف سوى لغة السلاح والقوة. واضح أن المحاور الإقليمية تبحث عن مصالحها الاستراتيجية فقط من خلال المعادلة التي تطرحها، وعلى السودان البحث عن مصالحه في عالم لا مكان فيه للضعفاء، ويتخذ من دعاوى السلام مطية للوصول إلى غاياته المرحلية والمستقبلية.
تشغيل مطار الخرطوم خطوة مهمة نحو التعافي التام وعودة الحياة إلى طبيعتها، ودليل عملي على هزيمة مشروع دويلة الشر.