
مجدي الروبي يكتب…
الصمت العربي المخزي تجاه مأساة السودان
يعيش السودان اليوم واحدة من أحلك لحظاته التاريخية حيث تتعرض مدنه وعلى رأسها الفاشر في دارفور لانتهاكات جسيمة تمارسها عناصر مليشيا ما تُعرف الدعم السريع وهي في حقيقتها تنظيمٌ مرتزقٌ عابر للحدود يضم بين صفوفه مرتزقة من عرب الشتات جرى تمويلهم وتسليحهم بدعمٍ مباشر من دولة الإمارات الحديثة تلك الدولة التي لم تبخل على نفسها بالثروة لكنها بخلت على من قدّموا لها أفضل ما في السودان من علماء وأطباء ومهندسين وعمال مهرة أسهموا بكل خبراتهم في نهضتها وبنائها واعمارها
ورغم وضوح الصورة وظهور الأدلة المصورة التي لا تقبل الشكّ ولا تحتاج إلى توثيق يخيم صمت عربيّ مطبق صمت يبعث على الخزي والخذلان والعار.
فكل الدول العربية دون استثناء آثرت التفرج من المقاعد الامامية على بلد عربيّ تحرق مدنه وتغتصب نساوه ويُشرد أهله على يد عصاباتٍ مسلّحة تتباهى بجرائمها أمام العالم في حين يقف مجلس الأمن متواطئًا بالصمت لا يصف ما يجري بما يستحقه من توصيف قانوني صريح جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وما يزيد الجرح عمقًا هو الدور المشبوه الذي يلعبه بعض العملاء السودانيين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدواتٍ في ما يسمى بتحالف صمود المشروع المملوك لأسرة دقلو والذي يضخ المال الإماراتي في جيوب من باعوا وطنهم بثمنٍ بخسٍ وعلى رأسهم عبد الله حمدوك ومجموعته الفاسدة ممن يلهثون وراء المال والوجاهات الزائفة بينما الوطن يُغتصب ويُنهب أمام أعينهم المتورمة من السهر في حانات الخمر والميسر.
لقد أثبتت هذه الحرب أن السكوت ليس حيادًا بل مشاركة في الجريمة نفسها وأن صمت العرب عن مأساة السودان وصمة عارٍ في جبين الأمة العربية وستظل تلاحقهم أمام التاريخ وأمام الله وأمام الضمائر التي لم تمت بعد.
مجدي الروبي



