
كتبت سهير محمد عوض
صمود وثبات
لن تسقط الفاشر لولا التكالُب الدولي وتعاون طيرانٍ أجنبي مع استخبارات وخبراء عسكريين مرتزقة. فلو حشدوا ألف سنة بكل طاقتهم وعتادهم لما استطاعوا التقدّم شبرًا، ولكن استخدام طائرات فرنسية وبريطانية بالإضافة إلى السلاح الكيميائي رجّح كفّتهم. إلا أن الله أفشل خططهم بتمرير هدنة من أجل بناء دولة تشبههم، ولكن صمود وثبات الشعب مستمرّان في تحقيق قرار تخليص السودان من آخر جنجويدي وعميل وخائن.
إن خوف أمريكا من أن يعمّها الغضب العالمي بعد ما جرى في الفاشر ظهر في كلام وزير الخارجية الأخير، وكأنه يختبئ وراء التبرير. لقد أراد أن يبرّئ ساحة بلاده، وتحدّث عن السلاح الأمريكي الذي بيع لدولة الشر، مما أوضح حجم المؤامرة التي تُحاك ضد الشعب. هذا الغضب العالمي من الأحداث الأخيرة أدان أمريكا عالميًا باعتبارها شريكًا، وهي فعلاً كذلك.
أما بابنوسة فلابد أن يُفكّ حصارها من أجل استعادة كردفان ودارفور (فاشر السلطان). تحريك الجيوش واجب، بل فرض لحماية الأرض واستعادة السيادة. فالتحرّك في الميدان هو الفيصل؛ لا نعرف حجم الانتصار إلا بصراخهم عبر الميديا. ما دمنا نسمعه فهذا يعني أننا ننتصر. نحن لا نخشى الموت بل نتحدّاه، وهذا هو نشيدنا الوطني.
نتحدى الموت عند المحن
الجندي في الميدان لا يسمع ولا يرى سوى هدفه: ردّ الكرامة واستعادة الدولة. فهم ليسوا دمي او عبيدًا لتنفيذ أجندات غيرهم. الهجوم الذي تعرّضت له الدولة لم يسبق له مثيل، وقد تمّ له الحشد إعلاميًا وعسكريًا، لكن وعي وثبات السودانيين أحبط خطتهم.
مقولة “سلة غذاء العالم” أصبحت مطمعًا للجميع لا أقول لعنه بل هي نعمة، وقد ظهر ذلك في بعض الحركات المسلحة التي تلقّت دعمًا خارجيًا. لكن هناك من لديه مشروع وطني؛ فمجرّد أن نادتهم الدولة لبّوا النداء، وهناك من هو عميل وخائن يدمّر من أجل الخارج. وهنا تظهر وطنية قادة هذه الحركات، فهم حركات مطلبية وليست أدوات تدمير؛ إنهم دعاة تعمير.
الفاشر ستعود، وبابنوسة صامدة، وكل شبر سيُحرَّر. هذا قرار مختوم باسم الشعب السوداني الموحَّد.



