مقالات الرأي
أخر الأخبار

ولي العهد السعودي والفرصة التاريخية لكتابة التاريخ بقلم إدريس هشابه

ولي العهد السعودي والفرصة التاريخية لكتابة التاريخ

كما كان متوقعًا، وفقًا لتقارير متطابقة، فإن ملف الحرب في السودان كان أحد أجندة اللقاء التاريخي بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد حدث ما كان متوقعًا، وصدرت من ترامب التصريحات التالية :

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: “ولي العهد السعودي شرح لي الوضع في السودان وطالبني بوقف النزاع هناك”.

ترامب: “النزاع في السودان جنوني وخارج عن السيطرة”.

ترامب: “لم أكن أخطط للانخراط في النزاع بالسودان لكن سنبدأ العمل على ذلك”.

ترامب: “ولي العهد السعودي يريدني أن أفعل شيئًا بشأن السودان”.

ترامب: “بدأنا بالفعل العمل بشأن السودان”.

ترامب: “بدأت دراسة ملف السودان بعد نصف ساعة من شرح ولي العهد السعودي لأهميتها”.

ترامب: “الأمير محمد بن سلمان سيكون له دور قوي بالعمل على إنهاء ما يجري في السودان”.

بداية الشعب السوداني لايعول كثيرا على المجتمع الدولي وبغض النظر عما قاله ترامب عن أنه ماكان يريد الانخراط فيما يجري في السودان ولكن الأمير محمد بن سلمان طلب منه فعل شي لإيقاف النزاع في السَودان!! ، هذا التصريح يجافي الواقع ولا يناسب رئيس أكبر دولة في العالم، لما للسودان من أهمية باعتبار أن الحرب الحالية متورطة فيها حليف أمريكا في الشرق الأوسط، وهي من تزود المليشيا بالسلاح والمال والمرتزقة حسب تقارير أممية إعلامية موثقة ومراكز بحث أمريكية أوروبية موثوقة.

كيف يتجاهل زعيم أكبر دولة كل تلك المعطيات؟!

الأمر الآخر، فإن أمن السودان يرتبط بشكل مباشر بأمن البحر الأحمر، وبطبيعة الحال، فإن ذلك له علاقة بحركة التجارة الدولية وأمن حليف أمريكا المملكة العربية السعودية التي يقف زعيمها بجوار ترامب خلال هذا التصريح.

كما أن السودان بحدوده المفتوحة على عدد من الدول تزداد أهميته فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، ولعل للسودان دور كبير في ذلك وتنسيق مشترك بدأ من وقت مبكر مع وكالات الاستخبارات العالمية التي تأتي في مقدمتها أمريكا.

على كل، فإن أمام الأمير محمد بن سلمان والمملكة العربية السعودية فرصة تاريخية، ولمحمد بن سلمان شخصيًا سانحة لكتابة المجد وتدشين مرحلة جديدة وميلاد زعامة جديدة في الشرق الأوسط إن نجح في وضع حد لحرب السودان واستخدم ورقة الشراكة مع أمريكا ترامب بداية باجبار نظام بن زايد على رفع يده عن دعم المليشيا بالسلاح وإعلان المليشيا منظمة إرهابية.

إن تمت هاتين الخطوتين، فإن الحرب خلال أسبوعين ستتوقف وسترفع فلول المليشيا ومرتزقتها الراية البيضاء.

هذا الأمر ليس صعب التحقق إن عقد زعيم الشرق الأوسط العزم.

لكن إن رضخ الأمير محمد بن سلمان لضغوط الأطراف الأخرى وركن إلى الحلول التوافقية التي ترى إعادة عقارب الزمن لإحياء المليشيا من جديد، فلن ينجح في مسعاه لأن الشعب السوداني لن يقبل بالمليشيا أو حلفائها السياسيين في أي معادلة سياسية أو عسكرية.

ثقتنا كبيرة في زعيم الشرق الأوسط الجديد، وثقتنا نابعة من ذكاء قيادة المملكة ورؤيتها الحكيمة التي تراعي الإرث التاريخي للمملكة والمصالح الاستراتيجية مع سودان ما بعد المليشيا وراعيتها الدويلة التي تريد أن تلعب دورًا أكبر من حجمها وقدرات قادتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى