مقالات الرأي
أخر الأخبار

إبر الحروف عابد سيداحمد القضارف ولسان الحال (1)

إبر الحروف
عابد سيداحمد

القضارف ولسان الحال (1)

* في القضارف التي لم تنل حظها في الغناء السوداني بما تستحق كما نالت كسلا و مدني و أم در وغيرها
*
* ورسم الشعراء لجارتها كسلا أبهى الصور وغني لها المغنيون ماجعل منها أيقونة للحب والجمال

* على عكس القضارف الذاخرة بالقيم والمزايا الكثيرة الملهمة للغناء الا انها ارتبطت فقط في أذهان من لم يزورنها والذين لم يقراون عنها بالسمسََم
* كما ارتبطت في اذهاننا ونحن في بواكير أعمارنا بذلك ونحن نسمع عبر أثير (هنا ام درمان) عائشة الفلاتية تغني سمسم القضارف الأغنية التي ظل يترنم بها كل المغنيين على مر الاجيال

* بينما الحقيقة ان القضارف هي من أهم مناطق السودان من كل النواحي فهي من َاكبر وأهم جمال شيل اقتصادنا الوطني وتزداد أهميتها من موقعها الإستراتيجي بجانب أدوارها السياسية والتاريخية وأنصهار كل المجتمعات داخلها في تعايش وانسجام فريد ومن وممن ومن
*
* وأنها غير السمسم بها أكبر سوق للمحاصيل خاصة الذرة

* و قد لفتتني عقب وصولي إليها امس الكثير من المظاهر والمشاهد والمواقف
* ونحن ندخلها وكما هو معتاد طوال الحرب لايتم دخول القضارف أو الخروح منها الا عبر الخلية الأمنية المشتركة والتي هي منتشرة في كل الولايات أيضا الا انني من خلال تجوالي المستمر بين الولايات اقول أن خلية القضارف غير وانه قد اختير لها خيرة الشباب بعيونهم الصاحية ونظراتهم التي يبدو عليها انها تدربت تدريبا عاليا على قراءة الوجوة وعلي ممارسة مهامها بدقة عاليه من تفتيش وفحص هويات وتفريس وجوه
* و أعجبني مع صرامتهم في الإجراءات أنهم يبدأون عملهم جميعا بالتحية و(حدملة) السلامة للركاب بالوصول للولاية ويودعونهم بذات العبارة وخلية القضارف بأدائها الرفيع هذا الذي شهدته تجعل القضارف في امان

* والقضارف التي اختلفت الروايات حول تسميتها و ان كانت الأكثر شيوعا انها كانت منطقة سوق يأتيه الناس َمن كل مكان مرتين في الاسبوع للتبضع بنظام المقايضة وانه لإغلاقه مع مغيب الشمس كان ينادي منادي قبل المغيب بعبارة( اللي قضى يرف. اللي قضى يرف) اي يغادر لاقتراب الإغلاق
* وان هذا المصطلح صار متداولا بين الناس ( ماشين سوق القضي يرف) و بتحريف صارت القضارف هكذا يقولون

* المهم وصلت القضارف قادما من كسلا التي أمضيت فيها عدة أسابيع و اصطحبني مساء يوم وصولي احد الاصدقاء في جولة أصر أن نبدأها بشارع
* الستين والذي هو من السعيدين به و الذي لم اسأله عن سر التسمية لكن يبدو أنه سيكون الشارع الابرز والذي لاحظت انه قد تم ردمه بطريقة مميزة وشيدت عليه عدة كباري و صمم على مسارين كبيرين ليفك اي اختناقات لحركة المرور المدينة وعرفت َمن صديقي أن هذا الشارع برغم اهَميته ظل حلم فشلت كل حكومات الولاية الَمتعاقبة في تنفيذه وان أهل الأحياء المميزة التي يتوسطها كانوا يراهنون عليه لاحداث نقلة لمنطقتهم وللمدنية عَامة والذي يمتد حتى الطريق المؤدي لإثيوبيا وعرفت أن عمليات السفلته قيد الاجراءات وانه بانجازه سيضع الوالي الحالي الفريق الركن محمد أحمد حسن في سجله إنجازا يخلده له التاريخ بالولاية
*
* ثم زرت اليوم سوق القضارف ولفتتني نظافته التي لا توجد في أغلب أسواق ولاياتنا الاخري. والتي تعكس الاهتمام الذي اولته الحكومه بنظام نجح مع إعادته لفتح السوق يوم السبت في عهد سابقه لمنع تكدس النفايات
*
* الا انني حزنت لعدم إفادة النازحين من رجال المال والاعمال الكثر الذين استضافتهم الولاية والذين وفدوا إليها من الخرطوم والجزيرة خلال الحرب في إنشاء الَمنشاءات التسويقية الفاخرة َمن متاجر فخمة ومطاعم كبري وَكافتيريهات وغيرها َمن الاستثمارات الكبرى كما فعلوا في كسلا وعطبرة وبورتسودان رافعين من إيراداتها بتنشيط التجارةوإضفاء مظاهر جمالية بالَمنشاءات الفخمة الكبيرة والجميلة

* وللحديث بقية عن الولاية التي كانت أول من أعلنت المقاومة بعد تمرد حميدتي والتي ساندت الجيش في َمنع دخول المليشيا للقضارف التي شكلت بصمودها صمام أمان للشرق كله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى