
إسحق احمد فضل الله يكتب.. أيام الحمر
والمرحوم أحمد سليمان نقول له يوماً:
لماذا أقصد زيارتك يوماً مساءً، فيقال لي إنك لا تستقبل أحداً بعد الثامنة مساءً…؟ هل أنت فلان الفلاني؟
ويضحك ليقول لنا: الحقيقة يا محسي العيلفون أنا أنوم من بعد صلاة العشاء، لأن الساعة ثلاثة صباحاً تلقاني بارك فوق السجادة دي…
وحين يرى الدهشة عندما (سكرتير الحزب الشيوعي يشهده الفجر باركاً يسبح) يقول لنا: هو نحن العملناه شوية؟
وأحمد يصدر كتاباً عن حياته يستغني القارئ باسمه… مذكرات شيوعي اهتدى
لكن الكتاب الذي هو أكثر أهمية هو كتاب يكتبه رؤوف عباس، ويوجزه محمد وقيع الله عن هنري كورييل، صانع الحزب الشيوعي في مصر والسودان.
والكتاب/ الذي يصدر أيام كان الناس يقرؤون/ يكشف كيف كانت بذرة تدمير السودان تزرع قبل استقلال السودان.
وكورييل الشيوعي الإيطالي الشديد الثراء، والشديد الصلة بأموال إسرائيل، ينشأ في مصر.
وثراء… وشيوعية… ويهودية… وشعب أعمى…
والخلايا… في القاهرة مركزها مكتبة (الميدان) وعنها أخذت صحيفة الشيوعي السوداني اسمها.
وتجنيد داخل الجيش المصري ومنهم جمال… وجمال شيوعي عند صعود الشيوعيين، وإخواني أيام الإخوان، وقومي أيام القومية.
واختراق كورييل لحكومة مصر اختراق يجعلُه يدبر تعذيب وقتل شهدي عطية… وحرص منه إعلان التعذيب والقتل لتحذير كل من يفكر في الانشقاق.
ثم دور كبير له في تدمير جيش وطيران مصر على الأرض أيام حرب ٦٧…
والمؤلف يطيل القول في صداقة جمال وكورييل.
ثم كان هو ذاته من يصنع كامب ديفيد.
ولا تفسير، لكن التفسير يعلمه من دخل على هنري كورييل هذا غرفته في فندق في باريس وذبحه…
لكن جذور كورييل التي انغرست في الإعلام في مصر… وفي هزال الإعلام في السودان كانت تنتج الحزب الشيوعي السوداني…
(2)
وهزال الإعلام هنا، وسطوة الإعلام الغربي، تنتج ما أصاب الأحزاب كلها في السودان، وفي العالم العربي، من تعفن يتمدد حتى اليوم.
من تراه يكتب قصة الأحزاب والشخصيات في السودان…؟
عبد القادر، لا نجادل لأنك اليوم تأتي بالحجة على شيء،
والف شاهد لك.
وخصمك يأتي بحجة مناقضة، ويأتي بألف حجة لقوله.
ومن يجادل اليوم لإثبات دين الله الإسلام إن هو انهزم لا يقال إن فلاناً انهزم، بل يقال إن (الإسلام) انهزم، بينما الأمر كله هو مدى ثقافة وقوة أو ضعف عقل المجادل…
وأنت وخصمك تتجادلان لإثبات شيء لجهة غيركما هي العامة، والعامة يقبلون حجة هذا ويرفضون حجة هذا بمقدار عقولهم وفهمهم.
فالجميع إذن يحتكمون لقاضٍ هو نفسه جاهل.
لهذا نحن لا نكاد نجادل.



