مقالات الرأي

همسه وطنيه دكتور طارق عشيري التحوّل الرقمي خطوة اولي لصناعة سودان جديد

همسه وطنيه
دكتور طارق عشيري
التحوّل الرقمي خطوة اولي لصناعة
سودان جديد

عبر عمود(همسة وطنية) كتبنا مقالا عن الحكومة الإلكترونية وارتبطهابنجاح الدولة و لابد من تنفيذ ذلك علي ارض الواقع وهاهي وزارة التحول الرقمي والاتصالات تبشرنا بالهوية الوطنية الرقمية التي ستحول كل سوداني الي عالم التقانه والانجاز السريع لكل ماهو مرتبط بحايتنا اليومية وتقليل الجهود التي تبذل في التنقل بين الوزارات والوحدات الحكومية لانجاز اي عمل (سيكون هاتفك) هو المنجز لكل اعمالك وستكون لحظة فارقة من تاريخ السودان، بعد الحربٍ التي أنهكت الدولة والمجتمع، يبرز( التحوّل الرقمي) كأكثر المسارات قدرة على إعادة بناء السودان وفتح الطريق نحو( نهضته الحديثة). لم يعُد التحوّل الرقمي مجرد خيار تنموي، بل (أصبح ضرورة وطنية) تمليها تحديات الواقع ورغبات السودانيين في دولة قوية، عادلة، وسريعة الإنجاز.
لقد أثبتت تجارب الأمم أن الرقمنة ليست تقنية فقط، بل (رؤية شاملة تعيد صياغة طريقة إدارة الدولة)، واقتصادها، وخدماتها، وتفاعلها مع المواطن. وفي بلد واسع مثل السودان، فإن التحوّل الرقمي يمثّل الأداة الأنجع لربط الناس، وتجاوز التعقيدات الجغرافية، وتقليل كلفة الخدمات.
واحدة من أعقد مشاكل السودان كانت دائماً (غياب الشفافية).( الرقمنة تُغلق أبواب التلاعب)، و(تُقلل سلطة الوسطاء)، وتخلق سجلات واضحة ومراقبة. أنظمة الضرائب، الجمارك، والترخيص الإلكتروني كفيلة بأن تُعيد للدولة مواردها المهدرة وتبني الثقة بين المواطن والحكومة.
السودانيون( تعبوا من الصفوف والانتظار). الخدمات الرقمية تُعيد للناس وقتهم وكرامتهم، وتجعل المواطن في دنقلا أو القضارف يحصل على نفس الخدمة بنفس السرعة والجودة. حكومة بلا أوراق تعني خدمات أسرع، وسجلات أدق، وقرارات مبنية على بيانات حقيقية.
التحوّل الرقمي يفتح الباب أمام اقتصاد المعرفة، ويتيح للشباب الدخول في التجارة الإلكترونية، البرمجة، الخدمات الرقمية، والعمل عن بُعد. كما يُسهّل على المستثمرين الأجانب فهم السوق السوداني والتعامل معه، خصوصاً إذا تم بناء بوابات رقمية موحدة للاستثمار والتجارة.
الخدمات الرقمية ستعمل علي إعادة تشكيل مؤسسات الدولة بعد الدمار المؤسسي في الحرب، الرقمنة تُعد أسرع وسيلة لإعادة تكوين الدولة. أنظمة السجلات الموحدة، قواعد البيانات الوطنية، وربط الولايات رقمياً يخلق مؤسسات فعّالة تستطيع اتخاذ القرار وتنفيذه بدقة وسرعة.
وستساهم في التعليم الإلكتروني حيث يقدم فرصة لكل طالب سوداني، حتى في أقاصي الشمال أو أعالي جبال النوبة او في ولايات دارفور . أما الصحة الرقمية، فمن شأنها توفير ملفات طبية إلكترونية، وتشخيص عن بُعد، ونظام يحفظ حياة الناس خصوصاً في المناطق التي تندر فيها الخدمات.
العالم لا ينتظر أحداً. دولة بلا تحول رقمي ستظل متأخرة مهما امتلكت من الموارد. السودان قادر أن يدخل هذا العصر بقوة، إذا تبنت الحكومة رؤية واضحة، وشراكات ذكية، واستثمرت في تدريب الشباب، وتوسيع البنية التحتية للاتصالات.
إن التحوّل الرقمي ليس( مشروعاً تقنياً بل مشروع نهضة وطنية). هو (خطوة أولى لصناعة سودان جديد)، شفاف، منظم، وقادر على النهوض سريعاً من تحت ركام الحرب. إن السودان الذي يحلم به أهله—من دنقلا حتى كادقلي—لن ينهض إلا حين تصبح( التكنولوجيا شريكاً أصيلاً) في إدارة الدولة وتنمية الإنسان. وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى