مقالات الرأي
أخر الأخبار

بنفرة العاملين: مركز البحوث والاستشارات الصناعية يعيد الإعمار بعد الدمار… أيدينا مع أيديكم… (وزارة الصناعة، القطاع الخاص، رجال الأعمال)

بنفرة العاملين: مركز البحوث والاستشارات الصناعية يعيد الإعمار بعد الدمار… أيدينا مع أيديكم… (وزارة الصناعة، القطاع الخاص، رجال الأعمال)

بقلم / عبد الكريم ابراهيم
في زمنٍ تتكاثر فيه التحديات وتشتد الأزمات، تبرز مبادرات كأنوارٍ تضيء دروب التعافي، وتؤكد أن الشعوب الحية لا تنكسر أمام المحن. ومن بين هذه المبادرات، تلمع جهود خطوة العاملين بمركز البحوث والاستشارات الصناعية بحلفاية الملوك، الذين أطلقوا شرارة الإعمار من تحت ركام الحرب، ليعيدوا الحياة إلى صرح علمي وبحثي صناعي عظيم.
وقف العاملون في المركز وقفة وطنية مشرفة، حين بادروا طوعاً، وبتمويل ذاتي، إلى إزالة أنقاض الدمار الذي خلفته الحرب، في خطوة أولى نحو إعادة إعمار المركز. هذه المبادرة لم تكن مجرد عمل تطوعي، بل كانت رسالة قوية بأن إرادة البناء لا تُقهر، وأن الأمل لا يموت في نفوس أبناء الوطن.
وقد انطلقت نفرة إعادة الإعمار بمشاركة فاعلة من العاملين بالمركز، ومتطوعي ملتقى مركز شباب بحري، والفريق الاستراتيجي لإزالة مخلفات الحرب، إلى جانب مندوبين من شرطة المنشآت.وقد شملت الأعمال إزالة المخلفات المتفجرة وغير المتفجرة، ورفع الأنقاض، وحفظ الممتلكات المبعثرة، في مشهد يعكس روح التضامن والانتماء.
وفي ظل هذه الجهود الجبارة، نضم صوتنا إلى صوت المدير العام د. اعتماد عوض الحسن ونائبه الدكتور محمد الجاك سليمان، لمناشدة السيدة وزيرة الصناعة ا. محاسن علي يعقوب نزل وكل الجهات الرسمية المختصة ، بضرورة تقديم الدعم العاجل لهذا المشروع الوطني، حتى لا يتسلل اليأس إلى نفوس المتطوعين الذين يعملون بإمكانيات محدودة.
كما نهيب برجال الأعمال، وأصحاب المصانع، وكل الخيرين من أبناء السودان، أن يهبوا لدعم هذه النفرة مادياً ومعنوياً. فالحرب دمرت كل شيء تقريباً، وتتمثل احتياجات إعادة الإعمار في مواد البناء، الأسمنت، بلاط السيراميك، الأثاثات، توصيلات الكهرباء والمياه والاتصالات، بالإضافة إلى المراوح، المكيفات، أجهزة ومعدات المعامل، وغيرها من المستلزمات الضرورية.
إن إعادة إعمار مركز البحوث والاستشارات الصناعية ليست مسؤولية العاملين فيه وحدهم، بل هي مسؤولية وطنية جماعية. ولنكن جميعاً على قدر التحدي، ولنجعل من هذه المبادرة الطوعية شعلة أمل تنير درب التعافي والبناء، حتى يعود المركز منارةً للعلم والتطوير الصناعي، ورافداً أساسياً في نهضة السودان.
يُذكر أن مركز البحوث والاستشارات الصناعية تم إنشاؤه في السودان في فبراير عام 1965م بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو).
وأنشئ المركز في حلفاية الملوك بالخرطوم بحري ليكون مؤسسة وطنية غير تجارية، هدفها تقديم الخدمات الاستشارية والبحثية والتطبيقية للقطاع الصناعي والخدمي. وكان في البداية يُعرف باسم هيئة البحوث الصناعية، ثم تحول إلى معهد ومركز البحوث والاستشارات الصناعية. وفي عام 1981م صدر قانون خاص به تحت اسم “قانون مركز البحوث والاستشارات الصناعية لسنة 1981″، ومنذ ذلك الحين أصبح مؤسسة مستقلة هيكلياً ومالياً تتبع لوزير الصناعة مباشرة. وفي عام 2002م أُلحق بوزارة العلوم والتقانة، ثم عاد في عام 2010م ليتبع لوزارة الصناعة مرة أخرى.
ومن أبرز أهداف المركز: ربط البحث العلمي بالصناعة عبر تحويل المعرفة النظرية إلى حلول عملية، وتقديم الدراسات الفنية والاقتصادية للمشروعات الصناعية الجديدة، ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة من خلال الاستشارات والتدريب، إلى جانب التعاون الدولي مع المنظمات مثل اليونيدو لتطوير التكنولوجيا الصناعية.
منذ تأسيسه، لعب المركز دوراً محورياً في تطوير الصناعة السودانية عبر البحوث التطبيقية، الاستشارات، ودعم الابتكار المحلي، مما جعله أحد أهم المؤسسات البحثية الصناعية في البلاد. وباختصار، فإن مركز البحوث والاستشارات الصناعية بحلفاية الملوك هو بيت خبرة صناعي يربط بين البحث العلمي والقطاع الإنتاجي، ويُعتبر أحد أهم المؤسسات التي تسعى لتطوير الصناعة السودانية عبر الدراسات، الاستشارات، والبحوث التطبيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى