الأخبار

إدارة أمريكا للأزمة السودانية تعميق للجراح وتفتيت للبلاد) عنوان مؤتمر حزب التحرير ولاية السودان

كلمة الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان
في المؤتمر الصحفي بعنوان:

(إدارة أمريكا للأزمة السودانية تعميق للجراح وتفتيت للبلاد)

في تصريح صحفي لوكيل وزارة الخارجية السفير معاوية عثمان، عقب زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش، الفريق البرهان، للسعودية قال معاوية مساء الاثنين 15/12/2025م: (أعرب السيد الرئيس عن تقديره الكامل لعزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانخراط في جهود تحقيق السلام، ووقف الحرب بالبلاد، بمشاركة المملكة العربية السعودية، وأكد سيادته حرص السودان على العمل مع الرئيس ترامب، ووزير خارجيته، ومبعوثه للسلام في السودان، من أجل تحقيق هذه الغاية السامية بلا شك).
إن حديث البرهان هذا يؤكد رضاه التام بأن تدير أمريكا ملف الأزمة السودانية، الذي هو في الأصل في يدها منذ بداية الحرب، والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة واضحة وصريحة هو: هل أمريكا حقيقة جادة في تحقيق السلام وإيقاف الحرب في السودان؟ ثم بوصفنا مسلمين، هل يجوز شرعاً أن تتولى دولة كافرة مستعمرة قضايانا أصلا؟!

وللإجابة عن هذين السؤالين سنتناول بداية، الشق الأول من السؤال، ونبين إن كانت أمريكا جادة لحل الأزمة، وتحقيق السلام، وإيقاف الحرب عبر هذا المؤتمر، ثم نجيب عن السؤال الثاني بالأدلة الشرعية.
من المعلوم أن هذه الحرب قامت بإيعاز من أمريكا من أجل إفشال ما يسمى بالاتفاق الإطاري، الذي كان سيعطي السلطة للمدنيين؛ رجال بريطانيا في السودان، وينهي سيطرة العسكر التابعين لأمريكا، لذلك فمنذ نشوب الحرب في 15 نيسان/أبريل 2023م، كانت تصريحات المسؤولين الأمريكيين أن هذه الحرب لن تنتهي بانتصار أي طرف على الآخر عسكرياً، بالرغم من أن قوات الدعم السريع في بداية الحرب، لم تكن تملك ما يؤهلها لمقارعة الجيش، ما جعلها تفرض الهدن في منبر جدة، الذي بدأ بعد أقل من شهر من بداية الحرب، حتى تتمكن من التسلح عبر الإمارات، بضوء أخضر من أمريكا، ومنعت أمريكا أوروبا وبخاصة بريطانيا من أي تدخل في الملف وظلت ممسكة به، وتدير الصراع بما يخدم مصلحتها، بل وسخرت بعض عملائها من حكام المنطقة، للقيام ببعض الأدوار، وكذلك الاتحاد الأفريقي، كما استخدمت المنظمة الأممية بعقد عدة جلسات لمجلس الأمن بخصوص السودان، دون الخروج بأي قرار جدي ينهي الحرب، وظلت أمريكا تدعي العجز عن حل الأزمة، حتى تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على كامل إقليم دارفور، ومناطق واسعة من غرب كردفان وشماله، عندما بدأت تتحرك عبر ما يسمى بالرباعية، التي أدخلت فيها الإمارات مع مصر والسعودية.
ولكسب مزيد من الوقت أُوعز للعسكر برفض الرباعية، ثم اتهام مسعد بولس بأنه منحاز للدعم السريع، ثم الحديث عن أن الحكومة لن تقبل بالرباعية ما دام فيها الإمارات، ثم كانت مسرحية ولي العهد السعودي، الذي طلب من ترامب التدخل لحل الأزمة في السودان، إلى أن وصلنا إلى زيارة البرهان الأخيرة للسعودية.
وهذه التصريحات التي ذكرناها في بداية هذا المؤتمر، وخلال تلك الفترة، التقى البرهان سرا بمسعد بولس في سويسرا، ثم في مصر، وأخيراً في السعودية، دون الإفصاح عما تم في هذه المقابلات، ما يؤكد أن أمريكا هي من تمسك عمليا بالملف، ليس من أجل تحقيق السلام، أو إيقاف الحرب، وإنما من أجل سلخ دارفور من جسم السودان، بعد أن كرست للسيناريو الليبي بوجود حكومة في دارفور، وأخرى في بقية السودان.
وفي هذه الأجواء، بالرغم من التصريحات من قادة العسكر بأنهم عازمون على تحرير كامل كردفان ودارفور، إلا أنه في أرض الواقع ليس هنالك عمل عسكري جدي في هذا الإطار، لأن أمريكا، كما ذكرنا، لا تريد للجيش أن ينتصر على الدعم السريع عسكرياً، لذلك تكرر دائما أنه لا حل عسكري للصراع في السودان، وكان آخر تصريح في هذا الصدد في حزيران/يونيو 2025م، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس في تصريحات صحفية: (إن الصراع في السودان لا يمكن إنهاؤه عسكرياً)، ثم إن أمريكا التي تساوي بين الجيش وقوات الدعم السريع، لم تتخذ أي إجراء بحق الجرائم والفظائع التي قامت وتقوم بها قوات الدعم السريع؛ من قتل للأبرياء العزل، وانتهاك للأعراض، ونهب للممتلكات والأموال، وتخريب للبنى التحتية، لأنها؛ أي قوات الدعم السريع، هي الأداة التي ستفصل بها أمريكا دارفور، ثم إن أمريكا هي من فصلت جنوب السودان باسم السلام المزعوم، باعتراف قادة النظام السابق، وما حديثها اليوم عن وحدة السودان، وعن السلام، إلا ذر للرماد في العيون حتى تحقق غايتها من هذه الحرب.
وبهذا السرد وغيره يثبت لنا أن أمريكا غير حريصة على السلام في السودان وإيقاف الحرب.
أما الإجابة عن الشق الثاني للسؤال، فإنه لا يجوز شرعاً أن نقيم معها علاقات ناهيك عن أن نسلم رقابنا لها، بجعلها من تدير الأزمة في بلادنا، والله سبحانه وتعالى يقول لنا لا

تجعلوا للكافرين سلطانا عليكم، يقول عز وجل: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، ثم إن أمريكا وهي دولة كافرة، لا يمكن أن يأتي منها خير، يقول سبحانه وتعالى: ﴿مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾، فكيف بمن لا يريد لنا الخير من ربنا أن يأتي منه الخير؟! ثم إن أمريكا عدو وليست صديقاً، يقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُواً مُبِيناً﴾، ولذلك فالحكم الشرعي هو أن أمريكا دولة عدوة ومحاربة، وهي من قتلت إخواننا في العراق وأفغانستان وأخيراً في غزة.
جاء في المادة 189 من مشروع دستور دولة الخلافة ما يلي:
(ثالثها: الدول التي ليس بيننا وبينها معاهدات، والدول الاستعمارية فعلاً كإنجلترا وأمريكا وفرنسا والدول التي تطمع في بلادنا كروسيا، تعتبر دولاً محاربة حكماً، فتتخذ جميع الاحتياطات بالنسبة لها، ولا يصح أن تنشأ معها أية علاقات دبلوماسية. ولرعايا هذه الدول أن يدخلوا بلادنا، ولكن بجواز سفر وبتأشيرة خاصة لكل فرد ولكل سفرة، إلا إذا أصبحت محاربة فعلاً.
رابعها: الدول المحاربة فعلاً (كإسرائيل) مثلاً يجب أن نتخذ معها حالة الحرب أساساً لكافة التصرفات. وتعامل كأننا وإياها في حرب فعلية، سواء أكانت بيننا وبينها هدنة أم لا. ويمنع جميع رعاياها من دخول البلاد).
إن الحل الجذري لقضايا الأمة هو في إقامة دولة تقيم العدل، وتحفظ البلاد من التمزيق والتفتيت، دولة تقطع يد الكافر المستعمر العابث ببلادنا، الطامع في ثرواتنا، المضيع لهويتنا، إنها دولة الإسلام التي أمر بها نبي الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في ولاية السودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى