
زيارة البرهان لأنقرة… السياسة في لحظة الحسم إدريس هشابه
تأتي زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى العاصمة التركية أنقرة في توقيت بالغ الحساسية، يفرض نفسه على المشهدين الإقليمي والدولي، في ظل حرب وجودية يخوضها السودان دفاعًا عن دولته ووحدته الوطنية. الزيارة، التي تتم بدعوة رسمية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يمكن قراءتها بمعزل عن التحركات الخارجية الأخيرة للبرهان، لا سيما زياراته لكل من السعودية ومصر، ما يشير إلى تشكل ملامح تحالف إقليمي جديد حول الملف السوداني.
أهمية الزيارة لا تكمن في بعدها البروتوكولي، بل في ما يمكن أن تمثله من دعم سياسي واستراتيجي للدولة السودانية في معركتها ضد مليشيا الدعم السريع، وفي فتح آفاق تعاون حقيقي مع دولة ذات ثقل مثل تركيا، قادرة على لعب أدوار مؤثرة في ملفات الحرب، والاستقرار، وإعادة الإعمار.
في عالم تحكمه المصالح، يمتلك السودان أوراق قوة حقيقية، إذا ما أُحسن توظيفها ضمن شراكات متوازنة تخدم أولوياته الوطنية، وفي مقدمتها حسم الحرب واستعادة هيبة الدولة. كما أن للعلاقات السودانية التركية رصيدًا تاريخيًا يمكن البناء عليه، بعيدًا عن العواطف، وبمنطق سياسي واقعي.
زيارة أنقرة ليست مجرد محطة دبلوماسية، بل اختبار لإرادة الدولة في تحويل التحركات الخارجية إلى مكاسب ملموسة على الأرض، وهو ما ينتظره الشعب السوداني الذي لم يعد يحتمل إطالة أمد الحرب أو تدوير الأزمات.



