بحبر سوداني وشروط وطنية صاغت الخرطوم مبادرتها للسلام كتب : د. عبدالقادر ابراهيم
بحبر سوداني وشروط وطنية صاغت الخرطوم مبادرتها للسلام
كتب : د. عبدالقادر ابراهيم
بطرحها مبادرة السلام من على منصة الجمعية العامة للامم المتحدة وكل دول العالم شهود يمكن للحكومة السودانية ان تدق صدرها وتقول بملء الفم ( هاؤمو اقرءوا (كتابيا) متخطية بنجاح مرحلة انتظار الآخرين ومتجاوزة بجدارة فائقة محطات ردود الافعال إلى صناعة الفعل والقرار.
لقد عبدت الحكومة بمبادرة سلام السودان الطريق إلى سلام الشجعان بما احتوته من مقترحات بناءة و اشتراطات معقولة وتنازلات مناسبة وبذا تكون قد اطلقت بالفعل رصاصة الرحمة على مبادرات كثيرة واولها مبادرة الرباعية. ودفنتها واهالت عليها التراب، وجعلتها شيئا من الماضي.
لقد وضعت المبادرة السودانية العالم امام مسؤولياته وامام لحظة الحقيقة اذا كان بالفعل راغبا في الوقوف في الجانب
الصحيح من التاريخ.. فهي تمثل رغبة شعبية في سلّام قابل للحياة.. وليست نابعة من منطلقات ضغط او ضعف…
ان نجاح هذه المبادرة يعتمد بالاساس على مدى قدرة السودان على تسويقها و مقدار نجاحه في طرحها للاشقاء ثم شرحها للاصدقاء.. باعتبارها مبادرة سلام وطنية وعمل افريقي أنموذج لبداية جادة لوقف الحرب بشروط الشعب لا بمزاج الحكومة.. وبقرار الدولة لا بتعليمات ..الخارج مبادرة لمخاطبة جذور الازمة وليس لاعطاء مسكنات للالم.
هذه المبادرة الوطنية يمكن ان تجفف القارة والاقليم كله من ظاهرة المليشيات الارهابية وتغلق الباب امام ظهور جديد
لجماعات الارهاب والعصابات المسلحة.. مبادرة من شأنها ان تؤمن سواحل البحر الاحمر والمتوسط وكل الجوار السوداني من اخطار الارتزاق وتجارة المخدرات وتهريب البشر..
بحبر سوداني وشروط وطنية صاغت الخرطوم مبادرتها للسلام ومثلما تحملت بجسارة فاتورة الحرب الباهظة هاهي تعلن بشجاعة قدرتها على خوض مغامرة السلام مهما كلف من اثمان وازمان..
ان الخرطوم اليوم وهي ترفع غصن الزيتون بيد وتضع يدا أخرى على زناد البندقية تعلن ان درب السلام إلى الحول قريب.
