مقالات الرأي
أخر الأخبار

الدكتور جبريل إبراهيم وإدارة الدولة حين الغدر وهروب الآخرون (2-10) بقلم المسلمي الكباشي

بسم الله الرحمن الرحيم

الدكتور جبريل إبراهيم وإدارة الدولة حين الغدر وهروب الآخرون (2-10)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده، فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق، أو يذكر بعظيم”.
مواصلة لهذه السلسلة العطرة، لابد أن يعلم الجميع أن فقه الشهادة وجد تأصيلاً حقيقيًا في ديننا الحنيف وحتى عند المجتمعات الأخرى غير المسلمة لحفظ حقوق الشعوب… وتجد ذلك متوفرًا الآن لمن أراد الإطلاع. هنالك أشياء تروي آلاف السنين قبل الإسلام، وكذلك ورد في القرآن تاريخ الأمم منذ بداية الخليقة الأولى…
وصل الدكتور جبريل إلى مدينة بورتسودان لا يحمل همًا إلا الوطن ومساندة الجيش في ما يقوم به من مواجهة غدر الجنجويد. عرف دكتور جبريل أن وجودهم في أي مكان يعني الخراب والموت وانعدام الحياة… فكان أن شد مئزره وقبل التحدي موقنًا أن الله ناصر الوطن ولن يخزيه.
وكان أمام خيارات كثيرة يجب أن تكون لإدارة الدولة، وأولها توفير موارد بديلة وسريعة. وهذه الأشياء أسرعها عند أهل الضرائب والجمارك، فكان أن تواصل مع اثنين من ركائز الوزارة وروافدها: مدير عام ديوان الضرائب الدكتور محمد علي مصطفى، ومدير عام الجمارك الفريق شرطة حسب الكريم آدم النور.
وصل هاتين الشخصيتين المهمتين إلى مدينة بورتسودان كل حسب جهده الشخصي وتأمين نفسه من المليشيا. ومعلوم أن الدولة حين حدث الغدر تحتاج إلى جهد خاص، فهي تواجه ضد عدم وجود موارد وزيادة المنصرف. وبلغة العامة تحتاج إلى (ساحر) حتى يدير ذلك المشهد. وهنا تجلت شخصية الصلاح الحقيقي والعلم وأصل المعرفة، وقبل كل ذلك توفيق الله أخينا الدكتور جبريل في أداء هذه المهام كاملة دون نقصان.
لا نريد أن نقسم ظهره، ولكن من واجب توثيق الشهادة غير المنقوصة، وهي شهادة تاريخية مسؤوليتنا نكتبها بصدق حتى تصل الأجيال القادمة حين يطلعوا عليها كأنهم حضور. ورد في الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الشاهد مؤتمن”.
فكان لابد من توفير أشياء مهمة لإدارة الدولة، أولها المقرات الحكومية وهي شقين: مكاتب إدارية وسكنية. ومع نزوح المواطنين إلى المناطق الآمنة ومنها العاصمة البديلة بورتسودان، كانت البداية التفكير خارج الصندوق بحيث الاجتهاد في مقرات أولاً تكون حكومية، وثانيًا الموقع يكون أقرب من المواطن لتسهيل الخدمات حتى تقليل التكلفة.
فبدأ بالبحث فكان عمارة (التأمينات) كما كان اسمها في مدينة بورتسودان، وهو برج كبير سكنته (القطط) وأثيرت حوله بعض الشبهات، كان مغلقًا إغلاقًا كاملًا وخارج العمل… وبدأ الدكتور جبريل أول مراحل المرحلة بإعادة صيانته وإزالة آثار إغلاقه كاملة، فبدأ العمل بجد حتى أضحى منارة من منارات مدينة بورتسودان الآن (فندق خمسة نجوم) ومقرًا رسميًا سابقًا لأكثر الوزارات مكاتب وسكن طوارئ، مختصرًا أشياء كثيرة مزقت فاتورتها (الترحيل والوقود والزمن) في حينها.
فكان الجهد الذي بلغ درجة الكرامات الصالحة وتخطى عمل الكفاءة، وأضحى توفيقًا ظاهرًا في إعادة عمل الدولة… فكان هنالك محاور مهمة ينبغي أن تتوفر لاستمرار الحياة لأهل السودان وتشمل النواحي الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
وسوف نفصل كل ذلك في حلقاتنا القادمة.
يتبع
محمد المسلمي الكباشي
رئيس الهيئة القومية لدعم القوات المسلحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى