رياضةمقالات الرأي

نحويات المساء محمد النحوي الشريف الزوجة في زمن الحرب.. وفاء وتضحية

نحويات المساء

محمد النحوي الشريف
Elnahwi92@gmail.com

الزوجة في زمن الحرب.. وفاء وتضحية

تعتبر فترة هذه الحرب التي تدور بالبلاد من أصعب التحديات التي تواجهها المجتمعات السودانية المختلفة، حيث فرضت الحرب أعباءً اِقتصادية واِجتماعية ثقيلة علىٰ الأفراد والأسر وجعلتهم يعيشون في ظروف صعبة وقاسية. وفي هذا السياق، تبرز مواقف الصمود والتضحية التي يبديها الأفراد، وخاصة النساء، في قيادة أسرهم خلال هذه الظروف. (وكما اسمتهنّ الزميلة الصحفية انتصار جعفر في مقالها أمس إنهنّ وزيرات مالية البيت في التخطيط والتنفيذ).

أتناول في هذه المساحة من نحويّات المساء ملامح من مواقف الزوجة التي تصبر علىٰ شظف العيش مع زوجها وأبنائها في فترة هذه الحرب، وتحمّلها علىٰ ضيق الحال و(الجيب مافيو ولا هللة ولا التكتح) والنزوح من مكانٍ إلى آخر ومن ولاية إلى ولاية أخرىٰ بحثًا عن الأمان والطمأنينة. *فبينما يعاني الكثير من الناس من اِنعدام الأمان ونقص الموارد وقلّة المصاريف اليومية للأسرة، تظل الزوجة قوية ومتماسكة، تسند زوجها وأفراد أسرتها وتشجعهم علىٰ الصبر والثبات والتحدي في ظل هذه الظروف القاسية. وهي تردد في لسانها دومًا بكلّ أمل: (بتتسهل وبتتيسّر.. وتبقىٰ حكاوي لي بعدين).*

قد تبدو مواقف تلك الزوجة بسيطة، ولكنها تحمل في طياتها دروسًا كبيرة وعظيمة في الصمود والتضحية. فصبرها وتحمّلها يعكسان قوة الروح والإيمان العالي في مواجهة التحديات، وتضحيتها تجاه أسرتها تبرز قيم الوفاء والمثابرة العظيمة.

وفي هذه الفترة الحالكة التي تمر بالبلاد، نحن بحاجة ماسّة إلىٰ مواقف ملهمة تذكرنا بقوة العزيمة والإرادة في مواجهة الصعاب. فمواقف الزوجة الصابرة تعكس الأمل والثقة بأن الصبر والسعي الجاد سيجنيان ثمارهما في نهاية المطاف.

وفي هذا السياق، أودّ أنْ أشير إلىٰ آية كريمة تحمل في طيّاتها حكمة عظيمة: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}. فالصبر والثقة بالله أيّها القارئ الكريم هما السبيل الوحيد للقوم الصابرين لتحقيق النجاح وتجاوز الصعاب والوصول إلىٰ الغايات.

في النهاية، تظل مواقف الزوجة الصابرة في زمن الحرب مواقف جبّارة يجب أن تلهمنا جميعًا بالتفاؤل والتصميم علىٰ التغلّب على الصعاب. علينا جميعًا أنْ نتعلّم من المواقف ومشاهد التضحية والصمود لنبني مستقبلًا أفضل بعد أنْ مُلأَت البلاد دمارًا وترويعًا وتشريدًا من قِبل المليشيا المتمرّدة وحلفائِها داخاليًّا وخارجيًّا. ويقيننا القاطع سنعود وستعود أحوالنا إلىٰ أفضل ممّا كنّا عليه، بعد النصر القريب المؤزر لقواتنا المسلحة الباسلة علىٰ الأوباش أراذل العصر.

*دروس الصمود والتضحية من مواقف الزوجة الصابرة خلال هذه الفترة القاسية يعطينا الأمل والإيمان الكبير في غدٍ أفضل، ويذكرنا بأهمية بذل الجهد والصبر لتحقيق الوصول في وجه الصعاب.*

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى