اخبار عالمية
أخر الأخبار

إبراهيم عمر يكتب : فجوة المدافعة

💥 إبراهيم عمر يكتب :
فجوة المدافعة
=========================
[ للبيت رب يحميه ] هكذا صرح سيد قريش حينما قدم أبرهة الحبشي ليهدم الكعبة .. وكان ذلك التصريح يكشف عن عمق إيمانه الكبير بوجود رب للبيت وأنه قادر على حمايته …
فحفظ الله بيته وأهلك عدوه.
واليوم يتذرع البعض بهذا المفهوم ويتخفون خلفه متعذرين عن تقديم واجب النصرة والتناصر … جاهلين بسنن المدافعة التي تقتضي استدامة الفجوة المادية في التناظر بين الأشياء .. فماجرت معركة بين الحق والباطل وبين النفس البشرية والشيطان ؛ إلا وكانت أدوات الشيطان قوية… فهو يمتلك قوة تحريك الغرائز وهوى النفس المتبع وشحها المطاع.. بينما المؤمن يتوجه بالدعاء لتهذيبها والإستعانة بالله عليها لمجاهدتها ، حتى تنقاد له بعد مشقة و عناء ، وهكذا الفجوة في سائر ميادين الصراع بين الحق والباطل .. تظل قائمة في كل المجالات : الاقتصادية والإعلامية ، والتقنية و غيرها ، وهي مضمار اختبار صدق الإيمان ، والتوجه إلى الله.. ولاتحسم هذه الفجوة بالتساوي بين عناصرها ؛ وإنماهي محك لاختبار اليقين والبذل .. (ولوشاء الله لانتصر منهم ) ولكنه ترك المجال لإختبار العزائم و قوة الإيمان ، وإظهار المقامات ، وبيان تفضيلها .
هو سباق يرتضيه المؤمن القاصد المدرك لحكمة الأخذ بالأسباب ، فيستعد بما أتيح له من الأسباب المادية ويعذر نفسه فيما لم يتيسر له ..
غيرأنه لايعذر في تقصير الإعداد الإيماني ، فهو الفيصل وأساس الصراع .. فعلام التقصير والضعف فيه . غير أن التوجه إلى استكمالات الإيمان هي مفاتيح ردم الفجوات ، وأسرار الإنتصارات المرجوة الموعودة ، كما أنه سباق يخشاه العبد الفاتر المتعذر بهوى : (لوكانوا عندنا ماماتوا وماقتلوا ) .. لينكشف عنه قناع الخزي في الدنيا وتكسوه الندامة والحسرة في الآخرة ..
أما المؤمنون فتلهج ألسنتهم في الدنيا بقوله : (ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ) .. وفي الآخرة تعلوالبشرى سيما وجهوهم ، ويشهدون صدقا .. أنهم وجدوا ماوعدهم ربهم حقا .

“اللهم اغفر لنا ذنوبنا
وثبت أقدامنا ”

2024/5/26

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى