مقالات الرأي
أخر الأخبار

إبراهيم عمر… يكتب : التكوين الهش

💥إبراهيم عمر… يكتب :
التكوين الهش
=========================
إن لمتانة محاور وعناصر تكوين الشخصية أثر بالغ في التفاعل البناء مع الأحداث ، وتوظيفها إيجابا بمايعزز نمو الفرد ، ويعظم من أثره في الحياة ، كما أن ضعف التصورات في مجالات بناء الشخصية وضعف ترسيخ السلوك العملي يؤدي إلى هشاشة في التكوين في حال التمكين ، وحال الاستضعاف ، وهي أحوال لايحتملها الفرد الهش .. ففي حال التمكين العلمي والاقتصادي ، أوالاجتماعي والمهني وغيره .. يسلك سبيل المفاخرة ، والمباهاة ويطغي عليه الاستغناء ، والاستعلاء ، وتعتريه حالة (إنما أوتيته على علم عندي ) .. فتنبعث منه قيم سيئة يتأثر بها من هو على شاكلته في التكوين الهش .. ليتم نسخ نموذج بلا رؤية ذهنية ؛ تحدد الاستفادة الإيجابية من الإمكانات ، ومن آثاره كذلك تفشي الحسد والتبجيل المصطنع ، والولاء الزائف .. بيد أن هشاشة التكوين تبدو أكثر وضوحا في مجتمع البؤس ، والعوز الذي تسود فيه سمات عدم الرضا ، والسخط والشكوى ، وتبدو جلية عند الأزمات فيظهر الشح ويرتفع اليأس ، ويختفي الأمل وينسد الأفق ..
إن الواقع المنظور إليه بعدسات الهشاشه يمكن أن تتبدل رؤيته .. اذا ماتمت مقارنته في ضوء التكوين المتين الذي يعتبر التمكين نعمة من الله .. واجبة الشكر وشهود الافتقار له ، وفي حال الاستضعاف يتجه إلى الله بالصبر والرضا ..
وهنا ثمت تساؤل ؛ تستدعيه شواهد المقاربات .. كم هي نسبة الهشاشة اليوم في مجتمع بلغ حد الإسراف ، وفي مجتمع فقد حد الكفاف ، وتساؤل آخر كم هي نسبة الهشاشة في تكويننا ، وكيف يمكن التخلص منها ، وكيف يمكن حماية من نهتم بشأنهم .
“اللهم نسألك الشكر عند النعم والرضا عند المحن .. ”

2024/5/27

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى