مقالات الرأي
أخر الأخبار

💥إبراهيم عمر يكتب:✍🏻 مشاريع الإصلاح بين التنظير والتنزيل

💥إبراهيم عمر يكتب:✍🏻 مشاريع الإصلاح بين التنظير والتنزيل
=========================
الحادبون على إصلاح الأمة والغيورون على ثوابتها تنادوا من مشاربهم المختلفة وعلى أزمنة متفاوته ؛ لبذل مافي وسعهم لاستنهاض الأمة من كبوتها ، وهم في ذلك على مراتب ومستويات متباينة ، ومجالات متنوعة : فمنهم من هو دعوي ، وعلمي ومنهم من هو تربوي واجتماعي ، ومنهم من هو سياسي وفكري .. وعلى ظاهر صلاح نياتهم ، فإن النية الصالحة وحدها لا تكفي .. والناظر لأداء تلك الحركات والجماعات والتيارات يدرك منذ الوهلة الأولى قصورها في الرؤى ، والسلوك والممارسة ، وهو قصور ناتج عن ضعف الإعداد الفكري والمهاري.
ومن ناحية أخرى ؛ فإن الضعف في البناء النفسي قد أدى إلى تفويت فرص جمة لاتعوض ولا تقدر بثمن ، وخصوصا في ظل استمرار العقلية المنغلقه والسلوك المعطل .
إن قياس تحقيق بعض المكاسب في ضوء ما أهدر من وقت ومال يكشف عن حجم العجز الفكري والمهاري والنفسي لدى قيادات مشاريع الإصلاح ؛ التي أخذت على عاتقها أن تؤدي المهمة دون حصولها على مطلوبات إنفاذها وتحجيمها لدور اتباعها ومناصريها على التأييد والتصفيق فقط ، وإبعاد أهل النظر والعمل .
إن واقع الاستبداد في الممارسة الداخليه ، والمصحوب بنماذج وقدوات هي أقل من مستوى التحدي ، وفاقم من عوامل اليأس لدى المنتسبين ، و صعب من استيعاب وجوه جديدة وضخم من هشاشة المشاريع لدى المهتمين والمتابعين .
إن حزمة التحديات الفكرية والتي تمثلت في جمود الطرح والرؤى ، والانكفاء على الذات ، وعدم الانفتاح على الآخر ، وقلة الاجتهاد والعيش على التاريخ.. هي أحوال أدت إلى انعدام الرؤية وفقدان البوصلة وتكرار المكرر الذي أدخل المشاريع الاصلاحية إلى غرفة الإنعاش ، كما أن غياب القدوات المجسد في سلوكها وأخلاقها ؛ قتل الفكرة والمشروع المضحى من أجله في سبيل إحياء المشروع .. هذاعزز من روح الإنهزام لدى الأتباع والمناصرين وأفقدهم الأمل وأصابهم بالعجز عن القيام بدور فاعل .. كيف لا وقد شاهدوا السلوك المتناقض لقادتهم ومشائخهم .
إن تجديد الطرح ومراجعة السلوك وتقويمه هي من ضرورات استمرار المشاريع الإصلاحية ، حتى لو تطلب ذلك ؛ ضخ دماء جديدة .. فعل المهتمين استدامة الجهود لتهيئة بيئة مناسبة لبروز قيادات إصلاحية تحمل الاستعدادات الكافية : المعرفية ،والمهارية ، والنفسية وتحاط بالتحديات والمطلوبات ، وتجيد فن صناعة الأدوات واستخدامها ، وإخفائها.
هذا نداء نطلقه لتطويره بالنظر ، وتنزيله ما أمكن للعمل؛ مداره قدسية الفكرة لاقدسية الوسيلة والأشخاص .

“اللهم علما ورشدا”

2024/6/6

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى