مقالات الرأي
أخر الأخبار

قهوة احمد رائد عطاء ممتد لاكثر من 120 عام معتصم ابو طيبة :الدامر المجذوب

قهوة احمد رائد عطاء ممتد لاكثر من 120 عام
معتصم ابو طيبة :الدامر المجذوب
مع بذوغ فجر كل يوم جديد منذ اكثر من مئة وعشرون عاما وبعد ان يكمل أهالي مدينة الدامر مناسكهم وصلوا تهم تجدهم يتزاحمون في الطروقات المؤدية الي قهوة أحمد زائد عند السوق القديم يسابقون الرياح والأتربة التي تكسوا تلك المدينة وتسبقهم اشواقهم ومشاعرهم الي رفقائهم سمارهم بتلك البقعة التي يلتئم حولها السياسيين والفنانين والرياضيين والدراميين وحتى الإعلاميين والصحفيين الذين ينهلون ماتيسر من العلم والمعرفة المتبادلة بين رواد تلك القهوة التي تستقبلك بحمام الاستاذ يوسف المدني وهذا له قصة وحكاية مع الحمام فعمنا يوسف المدني هو ابن اخت العالم العلامة الراحل البروفسور عبدالله الطيب عليه رحمة الله فعمنا يوسف المدني يأتي من الفجر الي قهوة أحمد زائد يظلله الحمام في الطريق حتى يصل الي مقعده المعروف غرب جنوب القهوة وعند جلوسه ينزل الحمام أمامه ويهدل بصوته الجميل وهو يلتقط حبة العيش المنتشرة في المكان المرشوش بمياه النيل وعمنا يوسف المدني جالس في كرسيه مرتديا جلابيه عمامته الناصعي البيضاء وبين عدسات نظارته يراقب حركة الحمام وفي نفس الوقت يرسل تحية الصباح هنا وهناك لكل المارة وعند الساعة صباحا يهم عمنا بالذهاب إلى المنزل. ويعود الحمام الي عشه تاركا الساحة لرواد القهوة.
نعود إلى سوح القهوة التي لها مدخلان شرقي وغربي يلج من خلاله جميع ألوان الطيف السياسي والقبلي والثقافي والفني والناظر لقهوة احمد زائد يجدها تمثل سودان مصغر فيها جميع أهل السودان بالوانهم وسحناتهم وطيبيتهم وروحهم المرحة التي تتغطي على المكان الممزوج بروح الدعابة والجدية.
تعتبر قهوة أحمد زائد جسرا لتواصل الأجيال ونقل الثقافات بينهم جيل بعد جيل يعلموهم معنى الوقار وإحترام الكبار وقيمة التراحم والتواصل وأداء الواجب والفزع والنفير وإغاثة الملهوف.
وعند المساء يحلوا السمر والانس الجميل في الجزء الشرقي للقهوة فهنا تسمع الدندنات الخفيفبه تارة وتارة تسمع ضحكات مملؤة بدفئ وحنية أهل السودان وتارة تسمع صوتا فخيما يناقش مع مجموعة من الرواد امور المدينة ويأتيك من جهة أخرى صوت اخر يصفحك بقلبه قبل يده وبين هذا وذاك ترفع الأحوال اليومية الاجتماعية للدامر حول عدد المرضى ومن بالمستشفى ومن سافر واليوم عزومة فلان ووفاة فلان والدافنه وين وفلان جابوا له ولد وفلان عمل عملية والخ من الأحوال الشخصية التي لاتعرفها الا في قهوة احمد زائد.
حاولت أن اتجنب ذكر أسماء رواد القهوة خوفا من ان يسقط مني احد ولأن القهوة تستقبل وتودع روادها علي كل راس خمسة دقايق فيصعب ان اذكرهم فردا فردا فالدامر مليئ بالنجوم والمشاهير اما قهوة زائد كل من اتاها نجما في تخصصه وفي مجاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى