
عرفة مهرجان التقوى والعرس الايماني
بدرالدين عبدالقادر
في هذا اليوم العظيم الذي خصه الله وفاضله بين كل ايام السنه حيث جعله من ابرك الايام في العشر المباركات وخصه بعظمة لم تكن لمثله من سائر الايام ، فيه الرقاب تعتق وتمحى الخطايا وتغفز الزلات واعظم من ذلك أن يتنزل الله نزولا يليق بعلوه وجلاله سبحانه وتعالى في السماء الدنيا ويباهي بهذا الجمع اهل السموات فيقول ماذا يريد هؤلا فهو الاعلم بهم سبحانه وتعالى وخفاياهم وهو العليم بما تخفي الصدور ، فترد الملائكه الكرام عليهم من الله السلام انهم يسالونك المغفرة فيقول عزو وجل قد غفرت لهم ما تقدم من ذنوبهم ٠
ويستعد المسلم لهذا الكرنفال والعرس الايماني العظيم ونفسه تطمع في اداء الركن الأهم والمهم والاعظم من اركان الاسلام لمن استطاع اليه سبيلا طمعا في مغفرته
حيث يجتمع المسلمون في اخشع حالاتهم يكسوهم التواضع يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في زي ابيض موحد لافرق بين وزيرهم وخفيرهم ولا غنيهم ولا فقيرهم ولا عربيهم ولا اعجميهم في لوحة تجسد الوحدة الإسلامية وتشهد بوحددانية الله الواحد الأحد .
تتعالى أصواتهم بالتسبيح والتكبير والتهليل والتلبية لبيك اللهم إنا على شتات اجمع شملنا لبيك اللهم إنا مستضعفون فانصرنا وانصر جندنا
ان الليالي والسويعات تمضي سريعا هي محط الآجال ومقادير الأعمال فاضل الله بينها فاختص منها مواسم للخيرات وأزمنة وامكنة تتضاعف فيها الطاعات وتزداد فيها الحسنات وتكفر فيها الخطايا والسيئات ومن تلك الأزمنة يوم الوقوف بعرفات حيث اجتمع طهر الزمان مع قدسية المكان فكان ذلك حقا كرنفالا للتقوى وعرس للإيمان