مقالات الرأي
أخر الأخبار

السودان و مصر ….. تعايش زمن الحرب حسام الدين محجوب على

السودان و مصر ….. تعايش زمن الحرب

حسام الدين محجوب على

نقاش الحالة السودانية المصرية أمر ليس ببالغ التعقيد و لكنه ذاهب لنهايات اشك ان أى من عقلاء البلدين لا يرغب فى تلافيها .
كما ذكر كثير من المصريون ذو العلاقة الخاصة مع السودان فى الايام السابقة ، ان الوضع السودانى يجب ان يناقش بصراحة و وضوح لإيجاد حلول ما.
لكى نبسط الوضع المعقد يجب توضيح النقاط التالية ؛
فى ابريل 2023 اشتعلت شرارة حرب فى السودان لم يراها الشعب السوداني حرباً بل ظنها احتراباً بين جنرالين . لم يعرها اهتماماً و كان مطمئناً لجيش بلاده و ان الأمر لن يتعدى سويعات او ايام على الأكثر لمعرفته بأعداد الدعم السريع . اكتشف سريعاً بعدها ان الوضع ليس كما يظن و فهم أسرع انها حرب رأسها قوى اخرى لم يعلمها اهل المنطقة للان ، رغم بداياتها فى 2010 ، لكن ذيلها فى الخليج العربى و جامعة الدول العربية و منظمة العالم الاسلامى ، هى دولة بناها اخوانهم و جيرانهم بعلمهم و عملهم .
عندها فكر السودانيون فى تأمين نسائهم و أطفالهم ، ففكروا فى مصر الشقيق ألذى لم يكن يوماً غير شقيق ، تناكفوا مناكفة الشقيق و تلاسنوا ملاسنة الشقيق و تصارعوا لكنها لم تكن غير مصارعة الشقيق. لم يكرهوا بعض أبدا و لم يحاربوا بعضهم البعض ابداً .
السودانيون لم يخبروا الحروب و لا دروبها ، هذه اول حرب شاملة يخوضونها ، لذا تعددت درجات و مراحل تقبلهم لهذا الواقع و لكن كانوا مؤمنين ايماناً قاطعاً بأن مصر هى سندهم و فيها سيُستعبون و يستوعبون ما حدث ، بل كانوا متيقنين أن مصر ستتدخل عسكرياً كتفاً بكتف الجيش السودانى لإنهاء هذه الحرب الشاملة حين تكشفت اسرارها و أطرافها مهما كانت الظروف و مهما كانت الأطراف ، فهم يقفون كتفاً بكتف ضد غيرهم و بعدها يتحاسبون كأخوة و يصلحوا اثنانهم كبوة احدهم .
السودانيون يمرون بمرحلة استيعاب نفسية لما يحدث ، فهم تفاجأوا فى اليوم التالى لانطلاقة شرارة الحرب من المؤامرة ، تفاجأوا من غدر الجيران ، تفاجأوا من دعم شقيق العروبة ألذى يبعد عنهم بعد الخليج عن البحر لعدوهم ، تفاجأوا من ردة فعل العالم الخارجى معها و تفاجأوا من تعاطى مصر معها . فمصر لم تدن المليشيا الارهابية المعتدية حتى هذه اللحظة .
السودانيون لم يتفاجأون من خيانة و عمالة بعض السودانيين ، لعلمهم المسبق بهم ، فقد رأوهم فى السفارات و المنظمات الأجنبية فى الخرطوم و خبروا محاولتهم لبيع الوطن . علموا أنهم راحلون و أن إقامتهم فى السودان لن تطول . فهم عادوا للسودان اثناء الثورة لترتيب اوضاعهم خارج السودان بعد الثورة و علموا ان سودانيتهم جوازات دون مواطنة .
السودانيون لم يحسبوا و لم يظنوا أنهم لاجئون فى مصر و لم يظنوا أنهم ضيوف فى مصر ، فهم يعملون و يشيدون المؤسسات ، مثلهم مثل ملايين المصريين فى دول الخليج و العالم الذين لم يطلق عليهم صفة لاجئ .
السودان بلد حضارات و نظم و قوانين ، أهله مهذبون و يعرفون معنى القانون ، اخبرهم ما هو القانون ألذى يجب ان يحدد التزاماتهم و حقوقهم فى امر ما و سيتبعونه دون تردد . السودانيون فاخروا بأن مصر السودان و السودان مصر .

المصريون فاخروا بأن السودان مصر و مصر السودان على مر العصور ، املى ان ارى ؛

المصريون يسمون الأشياء باسمائها ، فهى حرب بين السودان بشعبه ، جيشه ، حكومته و بين مليشيا ارهابية مدعومة من قبيلة إقليمية و دول إقليمية و عربية يجب ان تكون شقيقة و قوى دولية لا تريد خيراً للسودان و مصر و الإقليم .
المصريون لا يقارنون السودانيين بغيرهم فى مصر .
المصريون يحتضنون السودانيين فى مصر و يطمئنونهم على انفسهم و مالهم و مستقبلهم .
المصريون يتحملون اخوانهم ، يسترون عوراتهم و يفاخرون بإرثهم و محاسنهم .
المصريون لا يشهرون بإخوانهم و سؤ تصرفاتهم بل يصلحون ما أعوج منها .
المصريون يحاربون المنظمات التى تعمل على تفريقهم و بث الكره بينهم .
المصريون يدعون للسودان بصلاح الحال و نهاية الحرب و هو أقوى سلاح .

أما إذا عز التعايش و ضاق الحال ، فلتتواصل الحكومتان و يعيدوهم إلى السودان معززين مكرمين و لننسى مُلك مصر و السودان و لننسى ماضى وادى النيل و مستقبله و قبل ان نندب حضارة غُبرت ، دعونا نقبر روابط كانت ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى