
همس البوادي
سعاد سلامة
الأسَرى بمعتقلات المليشيا وصمت المنظمات الدولية
إن سوء النية كان بمثابة مباغتة رخيصة لتشويه صورة السودان، وحكاية منسية في دفاتر الحرية، تؤكد أن شعبنا هو الأكثر صفاءً في النية رغم الجراحات والمآسي التي كادت تئد الإنسانية لولا صحوة القوات المسلحة وداعميها. فالقوات المسلحة ظلت ترفع شعار الإنسانية وصحوة الضمير، مبددةً ادعاءات الإعلام المضلل. بل إن قمة الإنسانية لم تكن في محو التمرد وإعادة المدن التي نهبتها المليشيا، بل كانت في معاملة الأسرى والمعتقلين معاملة إنسانية نبيلة.
منذ بداية الحرب، بدأ يظهر وجه الخونة المرتزقة، وحشية معاملة الأسرى، حيث لقي الكثير منهم حتفهم داخل السجون بسبب الأمراض الفتاكة والجوع. وبدأت الحقائق تكشف، لتظهر لنا قسوة هؤلاء الوحوش بعد هروبهم من أماكن احتجازهم، حيث تركوا كميات كبيرة من المواطنين الأبرياء العزل في أوضاع مأساوية، يفتك بهم الجوع.
بعضهم قُتل، بينما عاش آخرون في جحيم مرير لأكثر من عامين. هذه القصص التي تُدمِي القلوب تفضح التحولات التي شهدها الإنسان، الذي كرمه الله سبحانه وتعالى، إلى هياكل عظمية. هذه الصور لا تمت للإنسانية بصلة، ويصعب النظر إليها دون التأثر بما حدث لهؤلاء الأفراد الأبرياء. إن هذه الحكايات يجب أن توثق وتُعرض عبر جميع القنوات الإعلامية.
ما حدث يعد جريمة يعاقب عليها القانون، ويجب تصنيف المليشيا كتنظيم إرهابي، ومعاقبتها دوليًا. ومع ذلك، لم نسمع حتى الآن عن أي إدانة من المنظمات الدولية تجاه هذه الجرائم، وما تعرض له هؤلاء الأبرياء. إن ما شاهدناه من حالهم يضع هذه المنظمات في دائرة الاتهام، ما لم تتخذ موقفًا شجاعًا تجاه هذه القضية الإنسانية الهامة.
لابد من وقفة قوية وصلبة لتمليك العالم الحقائق موثقة بالفيديوهات التي تُظهر حجم الضرر الذي لحق بالأبرياء العزل من انتهاكات وقحّات الدعم السريع المتمردة. اللهم آمنا في أوطاننا.