مقالات الرأي

قضية اللجوء بالسودان: الإصلاح يتجاوز المعتمدية!!

قضية اللجوء بالسودان:
الإصلاح يتجاوز المعتمدية!!

تلاحظ هذه الأيام التناول المكثف لموضوع اللاجئين فى السودان عبر أجهزة الإعلام المختلفة ويرجع ذلك أساسًا للمعلومات المتوفرة عن مشاركة بعضهم فى الحرب الدائرة بين الجيش السوداني ومليشيا الجنجويد مما جعل وجودهم بالبلاد قضية أمن قومى من الدرجه الاولى.

تلاحظ أيضا أن أغلب الحديث تركز على الاداء فى معتمدية اللاجئين وهذا أمر مفهوم بإعتبارها رأس الرمح فى هذا المجال.

صحيح أن السيد معتمد اللاجئين أتى لهذه الإدارة من خارجها ولم يعمل بها من قبل، بل لم يعمل بأى مصلحة حكومية أخرى و لسبب ما قرر أن يتجاهل قوانين ولوائح الخدمة المدنية مما ألب عليه العاملون بالمعتمدية وأعتقد أن هذه النقطة يجب أن تكون نقطة محورية عند التحرى معه من قبل اللجنة المكلفه من قبل السيد وزير الداخلية لمراجعة الاداء بالمعتمدية.

القفز على الإرث الموروث بهذه الإدارة قاد إلى فوضى عارمه داخلها وترك يد رصيفها الاممى حرة طليقة، قانون تنظيم اللجوء لسنة ٢٠١٤م يقول صراحة فى أحد مواده هذه الإدارة هى الرصيف الحكومى للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين فعندما يلغى السيد المعتمد أحد الإدارات أو يدمجها فى أخرى أو يصر على ممارسة أعبائها بنفسه فى هذه الحال كيف يمارس الرصيف الاممى عمله؟؟؟؟.

فى اعتقادي أن إصلاح العمل داخل معتمدية اللاجئين هو الجزء الاسهل فى عملية إصلاح كبرى تشارك فيها جهات أخرى معنية بالسياسات العليا ومعنية أيضا بتشريع القوانين واللوائح.

فى ظروف السودان الراهنة لا أرى اى سبب يمنع مجلس الوزراء المؤقر من إصدار أوامره بتسجيل المواطنين العرب كلاجئين بالسودان خاصة السوريين واليمنيين، النظام السابق لمبررات خاصة بتوجهاته السياسية رأى الا يمنحهم صفة اللجوء علما بأن هذا الأمر كان فيه ضرر على هذه الفئة لأن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لن تقدم لهم اى خدمات طالما الدولة المضيفه رأت أن تعاملهم كمواطنيها، السوريون فى كل أنحاء العالم استفادوا من فرص الهجرة الى أوروبا بإستثناء اللذين اتوا للسودان لأن هذه البلاد الكريمة المضيافه لم تسبغ عليهم صفة اللجوء..!!!!.

أيضا يحتاج مجلس الوزراء أن يتعامل مع هذه الإدارة بخصوصية تمكنها من أداء واجباتها، مثلا آخر هيكل وظيفى لهذه الإدارة أجيز فى ٢٠٠٥م وعدد اللاجئين حينها كان لا يتعدى ربع مليون لاجىء، عندما أتى الجنوبيون فى ٢٠١٣م شكلوا ٧٠% من حجم برنامج اللاجئين بالسودان وهذا يقتضي تعديل الهيكل بما يواكب المستجدات عليه نرى أن يجاز الهيكل المقترح و الذى عملت عليه هذه الإدارة لسنوات.

أمر آخر مهم وهو موضوع إستيعاب العاملين وتأهيلهم وتدريبهم فالبون شاسع بل شاسع جدا بين المسؤولين فى المعتمدية ورصافائهم في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من ناحية التأهيل والمواكبه ، الحقيقة المرة هى أن غالب من يتولى المسؤولية اليوم فى هذه الإدارة لا علاقة لهم بعصر التقنية هذا، هذا وضع مفهوم فى إدارة حكومية تعمل على المستوى الداخلي أما إدارة حكومية تعمل كرصيف لوكالة أممية فمخجل جدا أن الا نكون بمستوى التحدى معها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى