
💥إبراهيم عمر يكتب :✍🏻 الأعمال الصالحة بين مخاطر الإحباط والاستنزاف
========================
كثيرا مايجتهد العبد المسلم في التقرب الى الله بأمتثال الأوامر واجتناب النواهي ، ولايدخر وسعا ولايجد بابا يقربه الى ربه ؛ الا ولج منه .. طلبا لمرضاته.
والمسلم في زحام كسبه ومجاهداته يتخلله الشيطان يمنة ويسرة لإفساد عمله ، فيدخل عليه من باب الاخلاص ليغريه بمدح الخلق وثنائهم ؛ فاذ استجاب لندائه ، وخالط شيئا من حب ذلك في قلبه افسد الرياء عمله ولم يكن له حظ الا التعب ،وإن تجاوز باب الاخلاص .. انتظره قائما عند باب الهوى لينجز عملا فيه دخن ، وقدفارق في بعض منه أمر النبي صل الله عليه وسلم ليرد اليه العمل ، وإن تعدى العقبتين انتظره متكئا في شجرة العجب ، ليحدثه قائلا من مثلك فيما قدمت وبذلت .. ليصاب بالعجب مزهوا مفاخرا .
أما إذا ماتجاوز كل تلك العقبات اعد له ابليس أكبر كمين ، وجند له من البشر من قد امتلئت قلوبهم حسدا ، فهم جنوده المخلصين على حين غفلة .
إنه أنبوب التسريب العظيم إنه خطر الإستنزاف لعملك الصالح .. انك تبذل كل ما تقوم به من أجور اعمالك وتهبها دون مقابل لمن لم يشاركك النصب و التعب .
فهل من عاقل يبذل مداخرات عمره لزيد من الناس دون مقابل! لن يفعلها المجنون فضلا عن العاقل.. هل أدركت ما أرمي إليه.. إنها الغيبة طاحونة الاستنزاف ومسربة الحسنات ..إنها الحالقة .
كيف لعاقل أن يتبرع في حساب آخر وفي رصيد آخر بصلاته ، وصيامه وأذكاره وإنفاقه .. هل من الممكن لعاقل أن يعمل على إغناء الآخرين وإفقار نفسه ! .. متي نتنبه لخطورة أنبوب التسريب.. لو أن أنبوبة غاز قيل إنها ستنفجر في منزلك ؛ لأطلقت نداء استغاثة للدفاع المدني ولتم إخلاء منازل الجيران من أجل سلامة الأرواح وشيء من الأواني المنزلية .. فكيف بك في تسريب الحسنات التي لن تجدها في يوم يفر المرء فيه من أخيه وأمه وأبيه .. حري بك أن تدرك في كل يوم حجم ماقدمت من أعمال صالحة وماقمت بتسريبه.. لتعلم بنسبة كم أنت عاقل أم مجنون ! .
إن تحصين الأعمال من المخاطر أن تحبط أو تستنزف هو أمر في غاية الأهمية … سواء عند القيام بها ؛ ليكتمل العمل الصالح ، ولينتظرك محفوظا.
“ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا”
2024/6/5