
السودانيون مهذبون و يؤدّبون ….
حسام الدين محجوب على
للذين لا يعلمون ، قاعة مجلس الامن فى مبنى الامم المتحدة فى نيويورك هى المكان الذى يخلع فيه قادة العالم و دبلوماسيه رداء الدبلوماسية و يتوشحون بثوب واحد ، هو ضمير شعبهم و رسالته لباقى الدنيا بآلامها و آمالها .
لا احاديث منمقة و لا تربيت اكتاف .
فى تلكم القاعة ، رامسفيلد استنكر على اوروبا عدم مرافقتهم لهم لغزو العراق و وصفها ” بالقارة العجوز التى تحتاج لان ترى العالم بعيون جديدة ” و رد عليه دو ڤيلبان بأن ” الدول الجديدة التى خرجت من رحم القارة العجوز لربما تحتاج لسماع بعض الحكمة من العجائز ليتعلموا كيف تدار الأمور بنجاح و يتجنبوا الندم حين لا ينفع ” و لم يتهم الفرنساويون او الأمريكان ممثليهما بعدم الدبلوماسية او قلة الادب .
هى نفس القاعة التى شهدت اتهامات فرنسا بما حدث فى رواندا و سلبيتها و امريكا التى ادت للإبادة فى تلك الدولة الناهضة الان و لم يُتهم أى منهم بالإساءة او عدم التهذيب و غيرهم كثر و القائمة تطول .
عندما تتحدث و اهلك يموتون لا تكن دبلوماسياً ، عندما تتحدث و بلدك يغتصب من الغير لا يمكن ان تكون دبلوماسياً ، بل إنساناً ، مجرد إنسان يتحدث لمن يظن انهم مخلوقات من البشر لهم احاسيس و فى عروقهم دماء ، لا تسمع الحديث البارد المنمق لأن الحديث المنمق المبتسم لا صدى له مع لعلعة المدافع .
هكذا رأى العالم اجمع حديث ممثل السودان الدولة فى جلسة مجلس الامن يوم الثلاثاء ١٨/٠٦/٢٠٢٤ و سمع نواح ممثل الامارات .
احدى المداخلتين راءها العالم و شعر بها و احسها بين الضلوع ، لأنها كانت أنين مجروح و تصميم مقاوم و الأخرى سمعها و رأى شخص لا أحاسيس له يمثل قوم لا حياء لهم يتحدثون سياسة هم فقط من يسوسونها و يرسلون كذب بواح يصدر من دخيل يتحدث عن أمور لا يعلم كنهها ، لم يتعلمها فى مدارس او صوالين و دواوين زعاماته و لكنه يريد ان يتشدق بتطبيقها فى بلاد اخرى و هو يقتلهم و يدمرهم و يحطم أحلامهم .
العالم كله احس بصدق كلمات سفير السودان ، فقط قلة من مواطنى السودان ، نعم مواطنون فهم يحملون جنسيته… للأن ، رأوا فيها تجاوز و قلة أدب و تطاول و عدم مهنية . تلك القلة فقط دون كل العالم ، تحسست نواح ممثل الإمارات و رأت فيها مكسباً لهم .
العالم كله يعلم ان السفير الحارث تحدث صدقاً و لم يتهم زوراً ، اما هم فانكروا الدليل و الدليل هم .
لقد حفر السفير الحارث ادريس مكاناً له بين كل محاربين بلاده فى هذه الحرب التى تخوضها ضد غزاة و مرتزقة و قتلة و متأمرين و دول ناعمة داعمة لمّ يضيرهم ان يموت كل الشعب السودانى ليحكموا حجره الذى يُهرِبون و عزه الذى يكرهون و تاريخه الذى لا يرغبون و خيره الذى ينهبون .
السودان معروف برجال لا يقلون الأدب بل يؤدّبون ….