
*الوطن في حدقات العيون*
*بقلم عبدالرحمن ابوفاطمة*
لم يكن في يوم من الأيام أن يتصور في أذهان الكثيرين بأن السودانيين تضيق بهم جنبات الوطن الحبيب من ويلات الحرب اللعينة وتجبرهم بالرحيل إلى دول الجوار بلا وطن ، حيث كانوا مضربا للمثل ومتكعا للجائع والملهوف ؛؛؛؛،؛؛؛؛؛؛؛ حيث تغنى به الشعراء مستلهمين الوصف الجميل من الطبيعة الخلابة وكرم وأصالة الإنسان السوداني’ ولا ننسى ألحان الفنان المبدع محمد وردي الذي أنشد في أغنيته بلدي يا حبوب جلابية وتوب وجبة وسديري عمه ومركوب، وأيضا كما ردد آخرون بلادي إن جارت علي عزيزة اهلي وإن دنوا علي كرام، ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ ويقول المثل السوداني “الأوطان تبنى بسواعد بنيها” ولكن ما تشاهده اليوم ، الأوطان تدمر بسواعد بنيها؛؛؛،؛؛؛؛؛ فالدولة أصبحت في الآونة الأخيرة رهينة المنظمات الدولية والمخابرات العالمية بمساعدة أبناء الوطن الذين ظلوا ينخرون في أحشائها بلا هوادة ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ فالنظام العالمي الجديد يرمي بسهامه عبر حرب الوكالة، وبدأت ملامحها في حرب دارفور من العام ٢٠٠٣م بدعم مكونات الرحل على المقيمين بدعم من الدول العربية بوكالة النظام العالمي الجديد (دول الغرب ) ، وتفاقمت الأوضاع سوءا بغرب دارفور في عهد حمدوك وزمرته بمعاونة الجناح العسكري الدعم السريع، فإندلعت الهجمات البربرية من المجموعات العربية ومليشياتها على سكان المساليت، حيث كريندق (١) و(٢) و(٣) ومستري(١) و(٢) وجبل (١) و(٢) و(٣) وكرينك (١) و(٢)، وآخرها مجزرتي الجنينة وكريندق ودفن فيها الناس أحياءا، ويعد هذا من أبشع المجازر البشرية في وجه الكرة الأرضية في عهد تجاني كرشوم وحاشيته التي دمرت أحياء سكنية كاملة إلى زوال البنى التحتية، حيث خلعوا أسقف المنازل والأبواب والشبابيك وقطعوا الأشجار ودمروا البنى التحتيه بأحياء المنصورة والجمارك والثورة والتضامن والمدارس والجبل وكريندق، ويتحدثون عن الديمقراطية في مجلسهم المزعوم برئاسة عبدالباقي على حسين، فهل الديمقراطية تعني بث خطاب الكراهية وتدمير أحياء سكنية تقطنها قبائل المساليت بالجنينة؟