اخبار محلية
أخر الأخبار

الامانةالعامة لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب تنعي والد زوجة الدكتور محمد عبدالرحيم علي الرئيس التنفيذي لمكتب الاتحاد بالسودان المغفور له بإذن الله الحاج . عطا المنان الهلالي

الامانةالعامة لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب تنعي والد زوجة الدكتور محمد عبدالرحيم علي الرئيس التنفيذي لمكتب الاتحاد بالسودان المغفور له بإذن الله الحاج . عطا المنان الهلالي

 

 

الذي كانت له اسهامات كبيرة في القطاع الاقتصادي السوداني وفقده اثر اقتصادي كبير واننا اذ ننعيه نرسل التعازي للدكتور محمد عبدالرحيم ولاهله جميعا

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على قضائه، وإن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إنا لله وإنا إليه راجعون} وإنا لفراق ((عطاالمنان الهلالي ))لمحزونون، أما بعد

 

ففي صبيحة يوم الاثنين نعى الناعي عطا الصالح القرآني، والفارس المسبح علي فراشه، والقائد القدوة الصالح ((عطاالمنان الهلالي )) وسبحان الله الكريم الحليم الذي قبض عبده المبارك في اوايل أيام الشهر العظيم رجب ، وهو الذي أحيا فيه سنناً وأمات بِدَعا؛ فكان له فضل ربط الناس بختم القرآن قبل دخول شهر شعبان والاستعداد لرمضان ، وأحيا سنة العمرة وصيام الايام البيض، وليست تلك كل فضائله، بل مناقبه غزيرة وسيرته عطرة وسيبقى ذكره بإذن الله فواحاً بين الأجيال، ومن تلك المسيرة المباركة أقتطف في عجالة جملاً مبعثرة، منها:

بداية : العم عطا المنان رحمه الله تعالى أحسبه ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم (خيركم من عاش عمره وحسنت سيرته و عمله) فقد عاش رحمه الله عمراً قصيراً نيّف الستون وهو عمر النبوة ، وإلى آخر عمره كان في كامل لياقته البدنية والذهنية والنفسية، لا يشكو مما يشكو منه أقرانه ومن هم دونه، بل كان مثال المؤمن القوي العالم العامل

الصابر علي اقدار الاله وامتحانات العباد وهجرة الديار وغادر نظيفا نقياً مكانة الشهداء الصحابة الابرار

 

ثانياً: أحسبه ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم (ورجل قلبه معلَّق بالمساجد) فقد عرفته من أهل الجمعة والجماعة، متردداً على بيت الله عز وجل، لا تكاد تخطئه صلاة، بل يقبل على الصلاة هاشاً باشاً

وكنت اصحبه مع اولادي صغاراً في قاهرة المعز نصلي في مسجد جنة زايد الي أواخر عمره

 

ثالثاً : عرفته محباً للخير حريصاً على صحبة أهله، فقد كانت له مع ((الشيخ ابراهيم عبدالله ))اطال الله تعالى عمره صحبة وأخوة، وكذلك معي ود كبير ومع كل الاهل والاحباب صحبة خاصة ، وله معهم نوادر وطرائف

رابعاً : العم عطا رحمه الله تعالى عرفت فيه دماثة الأخلاق وطيب المعشر وحسن الأدب، مع كرم النفس وسخاء اليد، وقد عشت معه في بيته وزارني في القاهرة عابدا مسبحاً صالحاً ، ورافقته في الهجرة من الديار لمصر غير مرة وجلسنا سويا شهور وقبلها سنوات وانا صهر لهم ، فما سمعت منه إلا خيراً، مع دعابة مرحة وروح وثابة وفوائد ينثرها في ثنايا حديثه

 

خامساً: في ميزان العم ((عطا المنان)) رحمه الله تعالى أولئك القُراء الأفذاذ من حملة القرآن الكريم ممن جعل الله لهم قبولا في الناس، فقد كان مبدأ شهرتهم على يد عطا المنان مع العم ((مكي حافظ ))حافظ الكتاب وطلابه الذين يعرفهم هو والعم عطا المنان وقد نال حظ الاجر في إرساله الي بيت الله الحرام حاجاً من نفقته من بحري الصافية ؛ ، وكانت له قدم صدق في اختيار هؤلاء الفضلاء وتقديمهم للناس؛ فجزاه الله خيرا

 

سادساً : ((عطا المنان ))رحمه الله على رغم فارق السن بيننا كان عظيم الفضل لا تكاد تشعر بحاجز بينك وبينه، يداعبك ويمازحك ويتواضع لك ويخفض الجناح، وهو كثير الثناء على الناس يظن بهم خيرا، ويسوق لهم الخير، وهكذا من حَسُنَ عملُه حَسُنَ في الناس ظنُّه

 

سابعاً : عرفت ((عطا المنان)) منذ عشر سنة أو تزيد ((ووالدي ))منذ أربعون عام وهو صديق الاسرة ؛ فما سمعته يوماً يأسى على الدنيا أو يشكو إدبارها عنه، وقد كان حيناً من الدهر في عداد أثريائها وموسريها، بل كان رحمه الله تعالى بصيراً بزمانه، مقبلاً على شانه، حافظاً للسانه، كثير الذكر لربه جل جلاله

صابراً علي تقلب الدهر ومصايب الحرب وزاكراً خاشعاً لله حتي في مفارقته صبيحة الاتنين

 

ثامناً : ((عطا المنان)) رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وقد عرف عنه أهله في المناقل بسط اليد بالمعروف والمسارعة في خصال البر، ولا زلت أذكر الي هذه اللحظة اهتمامه باهله وخصوصا تأثره وانا معه علي الفقيد ((موسي الهلالي)) خال زوجتي واهتمامه ((بمعاوية)) وأولاد ابنه ((محمد عطا المنان ))وهم يعانون ويلات الحرب وسايل الله ان يجمعهما ((عطا المنان وموسي ))في جنات النعيم {إخواناً على سرر متقابلين. لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين}

وأخيراً :

إذا مات ذو ادب وتقوى .. فقد ثلمت من الإسلام ثلمة

وموت الحاكم العدل المُولّى .. بحكم الشرع منقصة ونقمة

وموت فتى كثير الجود مّحْلّ .. فإن بقاءه خصب ونعمة

وموت العابد القوام ليلاً .. يناجي ربه في كل ظلمة

وموت الفارس الضرغام نقص .. فكم شهدت له بالنصر عزمة

فحسبك خمسة يُبكى عليهم .. وباقي الخلق تخفيف ورحمة

وباقي الخلق هم همج رعاع .. وفي إيجادهم لله حكمة

 

يا آل عطا المنان الهلالي وأخيه بن عمه موسي : أحسن الله عزاءكم، وعظم أجركم، وجبر كسركم، والحمد لله على ما قضى وقدّر

اللهم ارحم عطا المنان الهلالي وأخاه موسي ، وارفع درجتهما في المهديين، واخلفهما في عقبهما في الغابرين، واغفر لنا ولهما يا رب العالمين، وأفسح لهما في قبورهما، ونوِّر لهما فيها، وجازهما بالحسنات إحسانا، وبالسيئات عفواً وغفرانا

 

ولدكما المحب/محمد عبدالرحيم علي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى