سارة الطيب تكتب :شيخ العرب.. شعلة الشرطة المضئية لطريق النصر
عندما أشعل الشياطين كما أطلق عليهم الفريق أول ركن ياسر العطا – عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش، حربهم التدميرية على أرض السودان ومقدرات شعبه، كان هناك استهدافاً واضحاً ومتعمداً بشكل جنوني على المؤسسة الأعرق لخدمة الشعب السوداني، وهي الشرطة.
ما دخلت المليشيا المأجورة منطقة إلا وكان أول هدف تسعى له مقرات الشرطة وما تركت مكتباً إلا ودمرته ولا مستنداً واحداً طالته إلا واحرقته، لأن الهدف هو تمزيق هوية هذا الشعب وضرب نسيجه الحامي، وتحطيم الذاكرة الحافظة لكل وثائقه ومصالحه وترابط المنافع المتبادلة بينه وحقوقه وحمايته من ضعاف النفوس.
لقد كان الهدف هو الشعب، مسح هويته ووجوده، وكانت السعادة في قمتها في وجوهم وهم يدمرون مؤسسات الشرطة العريقة، ويعمدون لإتلاف السجل المدني ومحو سجلات المجرمين اشباههم، ويخرجون المجرمين، ويفتحون للمخدرات وكل جريمة ألف باب وباب.
ولكنهم ما علموا يوما أن هذا الشعب أقوى وبينه رجال قادرون على إعادة الأمل من جديد وعلى إضاءة الطريق نحو النصر والكرامة، وانا اخترت عبر اسطري تسجيل كلمات تقدير لواحد منهم لطالما اطلقت عليه اللقب المحبب لدى شعب السودان النبيل وهو (شيخ العرب)، إنه الفريق أول شرطة حقوقي/ خالد حسان محي الدين، المدير العام لقوات الشرطة السودانية.
لقد استطاع شيخ العرب الفريق خالد حسان أن يمنح شعبنا مشعلاً من الضوء التقطه رجال الشرطة وقادتها بخبرة السنين التي عركوا فيها العمل في هذه المؤسسة الخدمية الراسخة وبكفاءات منقطعة النظير عبر عطاء سُكِبت فيه الدماء وتواصل على مدار الليل والنهار، لإعادة بناء المنظومة الشرطية الحافظة والحاضنة لحقوق الشعب ومصالحه.
وتحت التوجيهات الحكيمة لوزارة الداخلية الموقرة ووزيرها اللواء خليل باشا سايرين الذي لايعرف الليل من النهار في خدمة الشعب خاضت الشرطة بقيادة الفريق حسان معركتها ومن داخل أخطر مناطق سيطرة المليشيا الارهابية تم إعادة السجل المدني والهوية السودانية لكل السودانيين عبر معركة إلكترونية كانت من الإنتصارات الأولى في هذه الحرب اللعينة التي تهدف إلى تغيير ديموغرافيا شعب هذه البلاد.
ولم تتوقف الشرطة يوما عن رسم بسمة ووضع حجر لاعادة البناء والاعمار فكانت معركة البناء والكرامة شعار وزارة الداخلية ووقفت مع القوات المسلحة السودانية جنبا بجنب، ويحفظ للسودانيين الفدائية الاستثنائية لابطال قوات الاحتياطي (ابوطيرة فكاك الحيرة).
وتوالت نجاحات الشرطة السودانيه في واحد من أكثر مواقع الوجع للسودانيين (سياراتهم) التي سالت من أجلها الدماء لانها مطمع كل جنجويدي، فتمكنت من اعادة سجلات شرطة المرور وإعادة كل البيانات الخاصة بالسيارات والرخص والمستندات وفتحت المضابط ليحفظ كل صاحب سيارة منهوبة حقه في التقاضي.
أما في مجال الجوازات، فالسودان بعد اندلاع الحرب اللعينة كان بلا مصنع واليوم بوجد مصنعين شامخين ببوترسودان وعطبرة وتلك قصة نحاج وإنجاز لطالما اسعدت الملايين من هذا الشعب المهجر بين المنافي، وكانت السعادة عندما وصلنا إلى ذلك اليوم الذي اعلن فيه مدير الجوازات والهجرة اللواء عثمان دينكاوي أنهم تمكناو من تحقيق (زيرو جواز) لا إنتظار ولا صفوف بعد اليوم وهو حلم كان بعيد المنال حتى قبل أيام الحرب.
الأمن والأمان مرتبط بالشرطة السودانيه خاصة وان هناك سيولة امنية فكانت الخلية الامنية والغرفة الامنية المركزية بالمرصاد لكل من تسول له نفسه، ثم جاء انتشار الشرطة في ام درمان وخاصة في بحري سر الهوى دليل التعافي والنصر المبين الذي طال انتظاره.
ولم تتوقف الشرطة ليلا أو نهار عن محاربات عصابات تهريب الاسلحة والذخائر والسلع وغيرها الكثير لحماية أمن هذا الشعب واقتصاده.
وعندما حلت كارثة السيول والفيضانات غير المسبوقة كانت الشرطة هي الاولي في الميدان، وعندما باتت بورتسودان هي العاصمة المؤقتى رغم تعقيدات العواصم المعروفة من حوجة لانظمة ضبط غير حال المدن العادية كانت الشرطة على راس الرمح عبر مديرها اللواء شرطة نصر الدين من جعل هذا الانتقال ممكناً وطوت الشرطة المسافات بين المتاح والمطلوب واليوم الجميع ينعم بالنظام والترتيب وحتى البعثات الدبلوماسية التي افتتحت عشرات المقار كانت الشرطة حاضرة وضابطة لكل التفاصيل.
إنها نجاحات جعلت الداخلية والشرطة مصدر فخر للسودانيين وكانت العمود الفقري للحفاظ على الدولة وهيكلها وهيبتها، وانا سارة الطيب وغيرى من المتابعين لانشطة الدولة وانجازاتها لو كان لدي وسام فخر باسم شعبي لاخترت ان اضعه لرجال الشرطة وقادتها الاوفياء المخلصين لهذا الشعب ولتراب هذا البلد الصابر الصامد على محنته التي اوشكت على الزوال بعون الله، وفي مقدمته (الشيخ العرب) مُنير الطريق في عتمة أيامنا الحالكة.