ليس سرا احمد بابكر المكابرابي… عودة العلاقات السودانية الإيرانية ماذا بعد ؟
ليس سرا
احمد بابكر المكابرابي…
عودة العلاقات السودانية الإيرانية ماذا بعد ؟
في زيارة رسمية للجمهورية الإيرانية السفير علي الصادق يصل الي العاصمة الإيرانية ويقابل الرئيس ابراهيم رئيسي
ثم أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني ومن هنا اعلن البلدين عودة العلاقات السودانية الإيرانية وفي خطوة سريعة أعلنت إيران عودة العلاقات الدبلوماسية فورا وفتح السفارات
في السودان وإيران
لكن تداعيات عودة العلاقات من الموكد أنها تبشر بالانعتاق من الوصايا الغربية وتحديدا أمريكا التي تزعجها علاقة السودان بإيران وغيرها من الدول التي تحاول جاهدة السيطرة علي مجريات الأحداث في السودان
وفرض الوصايا الدولية وبعودة علاقات السودان بإيران يمكن أن نقول تبخرت تلك الأحلام تماما وبدأ المارد السوداني يشق طريقه كيف ما شاء ومتي ما أراد ومعلوم ان أمريكا دايمآ ما تمارس الضغط علي السودان والتلويح بالعقوبات وفق مصالحها ويتم ذلك بالتهديد والوعيد ومعلوم لدي الجميع أن السودان لم ولن يجني فائدة من كل الدول الغربية وأولها أمريكا.
ومن التداعيات أيضا عودة العلاقات تزعج بصورة كبيرة القوي السياسية في الساحة السودانية مثل قوي الحرية والتغيير المركزي قحت وكذلك القوي اليسارية الجبهة الديمقراطية تقدم وكلاهما وجهان لعملة واحدة وهذه العلاقات تقلق الجناح العسكري لقوي الحرية والتغيير المركزي منظمة الدعم السريع المتمردة الإرهابية…
وما نود الحديث عنه هو العلاقات الخارجية للدولة السودانية يجب أن تتخلص من قيود التبعية باعتبار أن السودان دولة ذات سيادة وليس هنالك ما يرسم للسودان خارطة علاقات خارجية
والسودان يحدد علاقاته بدول العالم الخارجي وفق مصالحه التي تكون متبادلة بين السودان واي دولة أخري..
لكن من المهم جدا الاهتمام تفعيل الدور الدبلوماسي خصوصا في هذه المرحلة والانفتاح علي العالم الخارجي وفق المصالح الوطنية ولا يمكن للسودان ان يعيش في عزلة عن محيطه الخارجي وتجدر الإشارة هناء الاهتمام بالعلاقات مع تركيا وقطر مع العلم ان هذه الدول تحترم السيادة للدولة السودانية
والحديث عن علاقات السودان الخارجية يحتاج الي بعض الايضاحات معلوم ان علاقات السودان الخارجية تتماشى بصورة عامة مع العالم العربي والإسلامي ولكنها تستند أيضا الي الروابط الاقتصادية للسودان مع جمهورية الصين الشعبية وأوروبا الغربية ومعلوم ان السودان انضم الي جامعة الدول العربية في الاستقلال عام 1956 واستغلت المنظمة علي مر السنين في كل فرصة ممكنة لدعم سياستها ففي أعقاب اندلاع الصراع في غرب السودان عام 2003 وانتقاد شديد لسياسة السودان كان ذلك من الدول الغربية اعتمد السودان علي الدعم القوي من جانب الدول العربية.
لذلك يمكننا أن نقول هنالك عدد من الدول العربية تدعم السودان في كثير من المواقف ما عدا دول عربية خليجة تقوم بتنفيذ أجندة خارجية أو صهيونية كما تفعل دولة الإمارات وهي الداعم الاساسي للحرب الدايرة الان في السودان ودولة الإمارات من الدول التي تزعجها عودة العلاقات السودانية الإيرانية وتبدد أحلامها وتحولها الي سراب
وفي هذه المرحلة السودان يحتاج الي وقفة في اختيار مع من يمكن أن يطبع علاقاته الخارجية ومعلوم ان السودانية بثرواته المهولة وموقعه الجغرافي مما يجعله محط أنظار كثير من دول العالم وليست هنالك دولة ترفض اقامة علاقات مع السودان
وهذه ميزة تفضيلية يجب أخذها في الاعتبار لتحديد مسار العلاقات الخارجية للسودان
والله المستعان…..