منظمة (ألايت).. جهود جبارة لضمان رضاء المستفيدين..!

منظمة (ألايت).. جهود جبارة لضمان رضاء المستفيدين..!
تقرير:

أكد مدير منظمة (ألايت) –مكتب ولاية كسلا- الأستاذ أدم بشير، أن منظمة “ألايت” منظمة أمريكية ظلت تعمل في السودان منذ العام 2004م “تحت مسمى” (اي، آر، سي) وبدأت عملها من ولاية جنوب دارفور وبعد ذلك أمتدت مشاريعها إلى ولايات شرق دارفور ،غرب كردفان ،ولاية الجزيرة ،القضارف ،كسلا والبحر الأحمر، وأوضح أنها تعمل في مجالات الصحة والرعاية الصحية الأولية والمياه وصحة البيئة والحماية بالإضافة للتغذية.
ولاية كسلا
وقال بشير في تصريحات صحفية، إن (ألايت) في ولاية كسلا، تعمل في العديد من مراكز الرعاية الصحة الأولية وتقوم بتقديم الرعاية الصحية العلاجية منذ العام 2020م وبدات بمعسكرات اللاجئين في معسكرات (شجراب) و(كيلو 26) و(خشم القربة) ثم أمتدت خدمات المنظمة على مستوى القرى الريفية وشملت محليات ريفي كسلا وخشم القربة بالإضافة إلى حلفا الجديدة ومحلية كسلا، وخلال الفترة مابين الأعوام 2020//2024م، أوضح بشير أن (ألايت) قدمت أكثر من عشرة مشاريع مختلفة في مجالات الرعاية الصحية الأولية بمحليات ولاية كسلا المختلفة، وكذلك عملت على تقديم مشاريع في مجال الصحة والتغذية للنازحين وطالبي اللجوء في معسكرات اللاجئين بالولاية بالإضافة إلى معالجة حالات سؤ التغذية للاطفال دون سن الخامسة بتمويل من ” w-f-p” خلال العام 2022، وكذلك تم تنفيذ مشروع توفير خدمات الصحة والتغذية للنازحين بتمويل من مفوضية شؤون اللاجئين في العام 2023م، ومن المشاريع الكبيرة أيضاً أوضح بشير ان المنظمة قامت بتنفيذ مشروع “أياكس” في مجال التغذية الذي عمل على تغطية 21 مركزاً صحياً بالنسبة على مستوى محليات ريفي كسلا، كسلا، وخشم القربة، واكد أن المنظمة تقوم بتقديم خدمات متكاملة في مجال الرعاية الصحية تشمل التشخيص والصحة الإنجابية والتغذية والتحصين إضافة لإحالات المرضى، مشيراً إلى أن خدمات الأدوية مجانية على مستوى المراكز الصحية.
الخطة المستقبلية
وقال مدير (ألايت) مكتب كسلا، إن المنظمة تقدم حالياً خدمات الرعاية الصحية الأولية عبر تسعة مراكز داخل وخارج مدينة كسلا تتمثل في مراكز (غرب المطار للنازحين من ولاية الجزيرة، الحفائر، كادقلي، بانت 42، مركزي دبروسة والبطري في حلفا الجديدة، بالاضافة إلى مركزي السلام والمنصورة) بالإضافة لأعمال المياه داخل تجمعات النازحين، وأوضح أن خطة العام 2025م تتمثل في تقديم خدمات صحية أولية متكاملة لكافة النازحين في ولاية كسلا ومحلياتها المختلفة إضافة لخدمات الحماية وخدمات الحالات الخاصة بالإحالة الصحية.
المياه وإصحاح البيئة
وفي السياق يؤكد مدير قسم المياه وإصحاح البيئة بمنظمة (ألايت) –مكتب كسلا- إبراهيم دقيس، أن قسم المياه بالمنظمة يقوم بعمل متكامل في مجال الصحة والبيئة والحماية بإستهداف المجتمعات الأكثر حاجة من النازحين واللاجئين وتقديم المساعدات الإنسانية بهدف انقاذ الحياة، وأوضح أن المنظمة قامت بالشراكة مع صندوق المعونة الأمريكية وصندوق المساعدات الإنسانية بانفاذ العديد من مشاريع المياه وإصحاح البيئة بعد موجات النزوح الكبيرة التي أتت إلى ولاية كسلا من الخرطوم والجزيرة لجهة أن كسلا احتضنت مجموعة من النازحين، باعتبارهما من أكبر الداعمين للمنظمة في تنفيذ البرامج الإنسانية بكسلا.
وأوضح دقيس، أن برامج المنظمة لم تقف على النازحين فقط؛ بل تعدتها وشملت حتى المجتمعات المضيفة بتقديم الكثير من الخدمات في مجال المياه، وقامت بالعديد من التدخلات الصحية في فترة انتشار الكوليرا بعدد من مراكز الإيواء في غرب كسلا و،مدينة كسلا وريفها ونقلت لهم المياه الصحية لتخفيض معدلات الكوليرا بالشراكة مع وزارة الصحة والجهات المعنية بعد عمل مسوحات وتحديد الفجوة وعمل التدخلات اللازمة.
حلفا الجديدة
وتخطت أعمال منظمة “لايت” مدينة كسلا، إذ عملت مع منظمة العون الدولية بعد موجات النزوح التي تمت في شهر اكتوبر الماضي إلى محلية حلفا الجديدة بدعم مراكز النازحين بمياه الشرب النقية وتأهيل المراحيض وإصحاح البيئة والتوعية الصحية، وكذلك عملت “الايت” على تنفيذ العديد من المشاريع بمنطقة (شجراب) في مجال المياه والصحة والتعليم بتاهيل شبكة مياه اللاجئين في معسكر شجراب التي يستفيد منها حوالي 100 ألف اسرة من سكان المعسكر والمنطقة وتوفير الكتب الدراسية للتلاميذ والتي أستفاد منها حوالي 470 طالباً وطالبة من سكان المعسكر والمنطقة، إلى جانب انشاء عدد من المراحيض بالمدارس فضلاً عن تشييد ثلاثة فصول دراسية ومكاتب بمدارس شجراب ، وتواصل أعمالها في دعم كل المجتمعات المتضررة بالتنسيق التام مع الجهات المعنية.
الخطط المستقبلية
وقال دقيس إن “الايت” ستعمل في خططها للعام 2025م بالاستمرار في الشراكة مع منظمة العون الدولية وعمل المسوحات والتدخلات اللازمة بانشاء المزيد من الفصول والمراحيض، وستواصل شراكتها مع مكتب المساعدة الإنسانية في مدينة حلفا الجديدة باستهداف حوالي 10000 الف نازح وستعمل على التدخل لتاهيل محطة مياه حلفا الجديدة لتستفيد منها كل المجتمعات الموجودة بالمدينة.
التحديات والوقاية
وعن التحديات يرى دقيس أن ابرز التحديات والصعاب التي تواجه المنظمة في آداء أعمالها تتمثل في العدد الكبير من النازحين الذين وفدوا إلى الولاية وشكلوا ضغطاً كبيراً على موارد الولاية ومع ذلك اجتهدت المنظمة مع الشركاء كافة لتغطية اكبر عدد ممكن من المستهدفين وتطلب ذلك التواصل مع مزيد من المانحين وبذل جهد كبير لتلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين،
وللتقليل من حجم التحديات تقوم المنظمة بوضع خطط استباقية لتجنب تفشي الأمراض الوبائية الموسمية من خلال تطوير مقدرات المؤسسات الموجودة وتكثيف الوعي والتثقيف الصحي وسط المجتمعات المحلية، مشيراً إلى انهم قاموا بعقد ورشة تدريبية يوم الأثنين الماضي لعدد 40 شخصاً في مدينة حلفا الجديدة بهدف تغيير السلوك في إطار الوقاية من الأمراض مثل الكوليرا والإسهالات المائية.
الصحة والتغذية
بدوره أوضح مدير برنامج الصحة والتغذية بالمنظمة، محمد الحاج عبد الرحمن، أن (ألايت) بدأت ببرنامج الصحة والتغذية بمعسكرات اللاجئين في خمسة مراكز صحية لتقديم برامج الرعاية الصحية الأولية التي تشمل مقابلة الطبيب والإقامة القصيرة وفحوصات المعامل وأدوية الصيدليات والدعم النفسي وبرامج التحصين و متابعة الحوامل وبرنامج التغذية العلاجية CMAM و تحويل الحالات الحرجة لمستوى الرعاية الصحية الثانوية إضافة للأعمال التي يتم تنفيذها على مستوى المجتمع في إطار التوعية والاكتشاف المبكر للحالات المرضية و سوء التغذية و الإحالة من المجتمع للمراكز الصحية عن طريق متطوعين مدربين من المجتمع.
وأكد عبد الرحمن أن المنظمة انتقلت بعد ذلك للعمل وسط المجتمعات المستضيفة بعمل مشاريع تتبع لمنظمة العون الإيطالي بدعم حوالي 21 مركزاً صحياً لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية، وخلال الأعوام 2023م/2025م، أوضح عبد الرحمن أن (ألايت) استجابت لموجات النزوح الكبيرة التي حدثت بسسب الحرب في السودان وقامت بتقديم العديد من خدمات الرعاية الصحية الأولية بالعيادات الجوالة او بمراكز الإيواء والمراكز الثابتة التي تخدم النازحين، ومضى للقول أن المنظمة ظلت طيلة فترات النزوح تعمل على تقديم العديد من الخدمات وقامت بتشغيل خمسة مراكز صحية لتقديم برامج الرعاية الصحية الأولية مجاناً للنازحين بما فيها مقابلة الطبيب وأدوية الأمراض المزمنة والأمراض العادية وفحوصات المعامل و خدمات الصحة الانجابية و التغدية و التحصين مشيراً إلى أن المنظمة تعمل على تقديم خدماتها حالياً للنازحين في ثلاث محليات تشمل محلية كسلا، غرب كسلا ومحلية حلفا الجديدة ، وأكد أن غالبية المراكز تعمل على تقديم خدمات صحية في مراكز الإيواء والأماكن المحيطة لضمان وصول الخدمة للنازحين والمجتمعات المستضيفة على حد سواء.
الدعم النفسي
وقال مدير برنامج الصحة والتغذية، إن (ألايت) تفردت في العام 2025م بتقديم برامج الدعم النفسي لجهة أن أغلب الحالات التي تأتي للمراكز الصحية كانت تعاني من المشاكل النفسية والتوتر والقلق بسبب فقد الممتلكات والأرواح وخلافه مما دفع المنظمة للتركيز على تقديم الدعم النفسي، وأضاف أن خدمات المراكز الصحية تشمل كذلك عمل التحويلات للحالات الحرجة وطوارئ الحمل والولادة والباطنية وحالات الجراحة مع دعم للعمليات على مستوى الرعاية الصحية الثانوية سوى أن كان في مستشفى كسلا أو المستشفى السعودي.
الكوارث الصحية
وأوضح عبدالرحمن أن (ألايت) قدمت استجابة كبيرة في فترة الكوارث الصحية التي ضربت الولاية بالنسبة للكوليراء وحمى الضنك بتدشين حملات كبيرة في ثلاث محليات تضمنت معها برامج التثقيف الصحي عن طريق الأيام المفتوحة والمسرح الجوال والعروض المسرحية وحملات نفايات كبرى ومكافحة نواقل الامراض مع دعم مراكز الإيواء ومراكز العزل في مستشفى خشم القربة ومستشفى “6” عرب الذي أوى نازحي شرق الجزيرة، وكذلك في إطار الإستجابة للأوبئة قال عبد الرحمن إن المنظمة قامت بدعم مركز المعلومات ومركز الطوارئ وفرق الاستجابة السريعة على مستوى الولاية، مشيراً إلى ان هذا الدعم الذي قدم مع بعض المنظمات الأخرى ساهم كثيراً في إحتواء وباء الكوليراء على مستوى الولاية.
غرب المطار
إلى ذلك تضيف ضابط التغذية بقسم الصحة والتغذية، زبيدة سيد أحمد، في زيارة ميدانية رافقناها خلالها لمركز صحي (معسكر غرب المطار) المخصص لنازحي مدينتي سنجة وسنار، إن المركز تم افتتاحه مع بدايات توافد مواطني ولاية سنار في شهر أغسطس من العام 2024م بدعم من برنامج المعونة الامريكية ويقوم بتقديم خدمات الصحة، فضلاً عن خدمة التغذية الاسبوعية وخدمة المعالجة الخارجية للأطفال ذوي سؤ التغذية الشديد الحاد كل اسبوعين وكذلك خدمة التحصين على مدار الاسبوع بتوفير كل التطعيمات للأطفال والأمهات، وخدمة القابلات للنساء والتوليد لمتابعة الحوامل والفيتامينات والولادة في حالات الطوارئ بالمعسكر، وأوضحت أن خدمة التمريض تواصل أعمالها لمدة ثمانية ساعات صباحاً وتعمل على معالجة حالات الإقامة القصيرة التي لاتتعدى الأربع ساعات داخل المعسكر بينما يتم تحويل الحالات التي تحتاج إلى فترة إقامة طويلة إلى المستشفى مع تحمل المنظمة لكافة تكاليفها، وأكدت وجود حوالي 11 متطوعا يعملون ضمن طاقم المركز.
الإمداد الدوائي
وفي سياق آخر تقول الدكتورة إسراء عيسى، أحد مسؤولي قسم الإمداد الدوائي والصيدلاني بالمنظمة، إن القسم يعتبر مسؤولاً عن تقديم الإمداد الدوائي (أدوية الضغط والسكري ومختلف الأدوية) وأدوات المعامل لتسعة مراكز صحية في أماكن الإيواء، وأضافت أن القسم يعمل على إمداد المراكز المعنية بكافة الاحتياجات الأساسية من الطاولات والكراسي المكتبية والمقاعد الكبيرة لجلوس الجمهور والمنتظرين، وحفاظات المياه، ، وأشارت إلى أن المراكز التي تشرف عليها المنظمة تنقسم إلى اثنين بعض منها يتبع للمنظمة مثل المطار والحفائر، وأخرى تقوم بالشراكة مع وزارة الصحة بالولاية، وتستهدف النازحين وجميع المجتمعات المحلية الموجودة حوالي المركز.
وصف المستودع
ومن خلال الجولة التي قمنا بها لتوثيق هذا العمل الضخم الذي تقوم به منظمة “ألايت” في مجال الخدمات الدوائية، سجلنا زيارة إلى مستودع القسم بحي الدرجة؛ وحقيقة كان حجم العمل كبيراً إذ صادف وجودنا عمليات التجهيز لطلبيات كبيرة متوجهة إلى عدد من المراكز الصحية وكانت المخازن ملئى بأصناف متعددة من الأدوية بينما تراصت في فناء المستودع عشرات “الدواليب” والطرابيز المكتبية والمقاعد المعدة للترحيل، ومع تواصل عمليات التجهيز أستقبل القسم طلبيات جديدة لدعم المستودع مما يشير إلى حجم العمل الكبير والمتواصل الذي تقوم به المنظمة في هذا المجال.
المتابعة والتقييم
في غضون ذلك يقول مساعد مدير قسم المتابعة والتقييم بالمنظمة، صهيب بابكر أبو النور، أن القسم يهتم بمتابعة الأنشطة المنغذة من كل البرامج المختلفة وتقييمها ومتابعة المؤشرات لكل برنامج على حدا، ويهتم كذلك بجمع وحفظ البيانات وتحليلها من المصادر المباشرة، ويقوم بعمل مسوحات دورية لتقييم رضاء المستفيدين المباشرين من البرنامج، وتلقي الشكاوي والمقترحات عبر القنوات الرسمية في المنظمة (صندوق الشكاوي، الاتصال المباشر)، ومضى للقول إن القسم يهتم بإعلان مبادئ وقيم المنظمة للعاملين فيها وحفظ حقوق المستفيدين من البرامج المنفذة وكيفية تقديم الشكاوي والمقترحات، فضلاً عن اهتمامه بالمشاركة في الزيارات الإشرافية مع الوزارات المعنية المفوضية للمراكز ومواقع تنفيذ الأنشطة.
مركز كادقلي
وميدانياً يؤكد الدكتور الصيدلاني بمركز صحي كادقلي، سليمان توتو، أن البنى التحتية في المركز كانت متدهورة وأن منظمة (ألايت) عملت على إنعاش المركز، وأضاف نشكرهم على هذه الخدمات التي تشمل حتى التحويلات التي تأتي من خارح المركز لتلقي العلاج، وأوضح أن مركز كادقلي يستفيد من خدماته مواطني أحياء الشعبية ومكرام والإنقاذ شرق والختمية القديمة ومراكز الإيواء الخمسة المشيدة في حي كادقلي ومواطني الحي، وأكد توفر كافة الخدمات الصحية مع رفع أي نقص للمنظمة بصورة دورية.
من جانبه شكر المواطن عبدالله جبارة، الذي وجدناه يستشفى بالمركز، منظمة (ألايت) على الخدمات التي تقدمها للمواطنين، وأكد توفر العلاجات المختلفة مجاناً ووجود تحوبلات تأتي من خارج كادقلي لتلقي العلاج، وأضاف “أنا أتيت وتعالجت وأشكر المركز على خدماته”.
بينما تقول المواطنة نفيسة توتو تيه، من مواطني حي كادقلي التي أتت للمركز برفقة طفلتها الصغيرة، إن مستوى الخدمات جيد جداً ويتم تشخيص وعلاج مختلف الأمراص، وأن العلاجات مجانية، وأضافت ” نحن راضين تماماً عن خدمات الفحص والأدوية المقدمة ونشكر المنظمة على هذه الجهود”.