*ضوء القمر*
*الم الرحيل المر*
*الإعلامية*
*ناهد محمد أدريس ام محمد*
كل نفس ذائقة الموت وإنك ميت وإنهم ميتون
الموت ذلك الطائر المخيف الذي يفرد اجنحته علي بيوتنا أجنحة سوداء تحجب الفرح والابتسامة وتسلب معاني الحياة
ابي ذلك السند والأمان والفرح
ابي ذلك الجدار العالي الذي يصد عن أيامنا رياح الفقر والجهل والحوجة والخوف والقلق والهم والحزن
ابي كتاب قرأنا في صفحاته معني الابوة وحب الخير والاتزان
قرأنا الترتيب والانضباط ومعني الحياة
قرأنا صدق التوكل وعظمة الانتماء
والاجتهاد وم ينفع الناس
ابي مختلف عن كل مقارن وكل شبيه
فكان فقده قاصمة ظهر حزن عميق لا يعوضه الا الصبر وان يكون في اعلي الجنان
لم تمنعه سنوات عمره ولا اقعده كبر ولا رهق ولم يمنعه تعب ان يحمل أوراقه ودفاتره وجميل اقلامه ليسطر لنا معاني الحب والتعلق وفهم الانتماء القوي لما يحب
كتب ابي ودون ووثق تاريخ من نشأة نواة القوات المسلحة وسجل صفحات بيضاء ناصعة في سفر التاريخ عن رجال الجيش السوداني دونها بحب العارف الذي تملكه هوي الميري صوت الذخائر وصوت الجلالات وهي تعلو في سماء القوات المسلحة ترعرعنا ونحن نسمع أصوات جميع الجلالات فتكونت في دواخلنا محبة وعشق فطري لهذه المؤسسة
كتب كل م يتعلق بمسيرة الجيش تكوينه وحداته مناطقه والحروب التي خاضها علي مستوي الوطن او الحروب العالميه
تاريخ مشرق وصفحات بيضاء تعكس مدي جمال وقوة العقيدة العسكرية القتالية في السلم وفي الحرب
كتب ابي بمداد الصدق وحب الانتماء وكان شاهدا علي كثير من الأحداث
كتب حتي لا ينسي الناس فضل الجيش
كتب حتي تعرف الاجيال تاريحا عظيما ورجال حملو الوطن في حدقات العيون
كتب حتي يتوارث أولادنا شهامة وشجاعة واقدام الجندي السوداني
كتب حتي لا يندثر هذا التاريخ الفخيم وحتي لايتشوه هذا الجمال وتلك الأخلاق العسكرية
كتبها بمداد الصدق
وثق كل التفاصيل والمعارك في الجنوب من قبل الاستقلال بعام حتي الانفصال
دون تاريخ الشرقية النشاة والتطور كيف انها كانت بداية التكوين والميلاد لهذا الجيش العظيم
لم تفتر همته كان يستعجل الايام خوفا من ان لايتم تدوين وتوثيق هذا التاريخ
كتب كل م تحتاجه اجيالنا القادمة لمعرفته
وايضا كان مهتم جدا بصحة وحياة الانسان وانسا ن ولاية القضارف فكرث كل جهده وعلمه وطاقته في بحث علمي متفرد مكتمل للقضاء علي الملاريا وقدمه للجهات المختصه دون مقابل او ثمن الا تنفيذ ه بحث مكتمل بمكن ان يدرس ويساعد حقا في القضاء علي الأمراض
درس علوم الصحة وهندسة الكهرباء ولكن لم يعشق ابي الا العسكرية وزيه الميري وسلاحه
عشق متفرد سكب فيه كل عصارة جهده وقضي فيها ربيع العمر وعاش علي الذكري وصوت إذاعة القوات المسلحة
ابي انموذج لواحد من أفراد الجيش السوداني وشاهد عصر علي كل مراحل تاريخ هذه المؤسسة
الموت زائر يدخل الرعب الي القلوب قبل البيوت ويفتح ابوابا للحزن في نفوس من زارها ويأخذ فرحتهم ويخرج من باب الفقد مخلفا وراءه غيمة سوداء لا تمطر حزنها وينتهي ولا هي براحلة حتي تنقشع غمامة حزنها تظل تسكن حينا في الدواخل واحيان في الوجوه وتظل محفورة في القلوب غصة لاتزول ولاتنسي مرارتها
أيها الموت ترفق بنا فأرواحنا شاخت بفقد الاحبة
ولكن هي سنة الحياة وعزائنا فيها اننا الي رب رحيم منقلبون واليه راجعون
اللهم انت تعلم الحزن والفقد وشدة المه فمنك نرجو المغفرة ومنك نرجو العفو ا فانك عفو غفور رحيم
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك واجعله علي جناح طير خضر واجعل قبره روضة من رياض الجنة واجعله في برزخ لا وحشة ولا وحدة فكن له ياربي الانيس
اللهم اجعل ابي جليس سيدي رسول الله في اعلي الجنان بصحبة سيد البشر وصحابته الكرام
ولا تؤاخذنا ياربنا ان جزعنا وارحمنا يارحمن
انا لله وانا اليه راجعون
نلتقي ان شاءالله ..
