تأثيرات الاضطرابات الأخيرة في السودان على الاستقرار السياسي والأمني “`….“`* *✍🏿.. زكي شيكو*

“` *تأثيرات الاضطرابات الأخيرة في السودان على الاستقرار السياسي والأمني “`….“`*
*✍🏿.. زكي شيكو*
يقف السودان الآن على مفترق طرق حرج، مع تصاعد الأحداث التي تهز أركان الدولة وتؤثر بشكل مباشر على مسار الاستقرار السياسي والأمني في البلاد. وفاة حميدتي والغموض الذي يحيط بمصير عبدالرحيم، سواء كان مصاباً أو ميتاً، له تأثير بالغ لا يمكن إنكاره في زعزعة الوضع الراهن، وهو ما يضع السودان في حالة من اللايقين السياسي والأمني.
إضافة إلى ذلك، فإن فصل يوسف عزت من الإمارات وما يترتب عليه من آثار يزيد من تعقيد الموقف بشكل لا يمكن تجاهله، لما له من دور في إضعاف نسيج القيادة وزرع بذور الانقسام. وفي ظل هذا الفراغ القيادي، وجدت قوات الدعم السريع نفسها في حالة من التفكك، وهو ما أدى إلى تحولها من كتلة موحدة إلى مجموعات مسلحة تعمل بمعزل عن بعضها البعض، ضاربة بعرض الحائط كل معاني الانضباط والتنظيم.
تأثير إطلاق سراح مرتادي السجون على الأوضاع الأمنية في السودان لا يمكن تجاهله. فبدلاً من أن تسهم هذه الخطوة في تحقيق الاستقرار، أدت إلى خلق مزيد من الفوضى، مضيفة إلى الشوارع مزيداً من العنف والجريمة، الأمر الذي يعكس بوضوح الضعف الكبير في بنية قوات الدعم السريع وغياب الاستراتيجية الأمنية الفعالة.
ونتيجة لهذا التفكك وانعدام القيادة الموحدة للجنجويد، باتت شروط السلام أبعد من أي وقت مضى، حيث تسود حالة من اللااستقرار تُغذيها مجموعات مسلحة لا تتقيد بأي قواعد أو تسويات. وفي هذا السياق، يلعب الوضع السياسي التفاوضي دوراً كبيراً، حيث يبدو أن السودان يتجه نحو مستقبل محفوف بالمخاطر بتأثير من قوى خارجية تحاول توجيه مسار الأحداث لصالحها دون معرفة حقيقية أو إدراك لتعقيدات الوضع على الأرض.
في ضوء هذه الأحداث، يصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى العمل على إيجاد حلول جذرية تعيد الاستقرار إلى السودان وتوحد صفوفه الداخلية. فقط من خلال إعادة بناء النظام السياسي والأمني على أسس متينة، يمكن للبلاد أن تتجاوز هذه المرحلة العصيبة وتنطلق نحو مستقبل أفضل.“`