مقالات الرأي
أخر الأخبار

شوكة في خاصرة الكلمة انتصار وراق واا اسفاه على نفوس راهنّا عليها وكانت خراب

شوكة في خاصرة الكلمة

انتصار وراق
واا اسفاه على نفوس راهنّا عليها وكانت خراب

عندما اندلعت الحرب في الخرطوم قبل عامين من الآن اصاب الناس الهلع والخوف فمنهم من نزح الي الولايات الآمنة ومنهم من سافر مهاجرا تاركا خلفه حصاد عمره وشقاء سنينه وبعض الذكريات .
لم يكن خروجهم بمحض الارادة ولكن تقتضيه طبيعة النفس البشرية التي تبحث عن الأمان.
فمنهم من تقبل الصدمة والتغيير ومنهم من لم يتأقلم مع وضعه الجديد ،ولسان حالهم يردد متى تنقشع الغمة حتى يهنئو بالعودة الي مرتع صباهم ومسقط رأسهم .
المخزي في الأمر ان بعض اصحاب النفوس المريضة في الولايات الآمنة استطاعوا ان يحولوا خسائر غيرهم الي مكاسب لهم،وبدلا من ان يمتصوا الامهم وأحزانهم ويحتووهم ويربتو على اكتافهم ويواسوهم بدل هذا كله استباحو استغلالهم وأستمرؤوا نهب حقوقهم بشتى الطرق ،فرفعوا الايجارات ورفعوا الاسعار ورفعوا الرحلات السفرية كما رفعوا سعر استخراج الجوازات يعني مافي ليك سفر تهلك جوة بلدك بس.
وكل يوم جديد من ايام الحرب ،لم يكن درسا يستفيد منه الناس ولا الحكومات ،بل اخرجت الحرب اسوأ مافي نفوسهم وظهر جليا معادنهم التي لم تكن يوما ما نفيسة كما يدعون.
وآخرها بالامس حينما ضربت المسيرات المستودعات بالبحر الاحمر ،في اليوم الثاني ومع هول الصدمة وجلل النكبة اصبحنا على ارتفاع سعر جوز الماء من 500 الي750 وكأن المسيرات ضربت السدود لا المستودعات ولا اجد علاقة بين غلاء الماء والحدث المؤسف سوى استغلال انشغال الناس بالكارثة وتصيد تقبلهم لكل طارئ وهذا يصب ايضا في خانة عدم الرقابة والحسم في مثل هذه الامور التي ممكن ان تكون سبب مباشر في استعارة جزوة الوضع وزيادة الاشتعال نارا لن تنطفئ الا بحريق كل البلد. واحسب انه بزيادة الماء سيقابله زيادة في تعرفة المواصلات كما سيزيد الغاز وترتفع اسعار المواد الغذائية والتموينية وكل زيادة تقابلها زيادة في اشياء اخرى،وكأنك يابوزيد ماغزيت ولا استفدنا من الحرب اللي مفروض تكون درس قوي لتطهير النفوس من اوساخ الطمع والجشع واستباحة كل ما هو ممنوع ومحرم .وسلوك طريق الخير والاعتدال .
لكن للأسف اعود وأقول أن الحرب لم تغير الناس بل اخرجت اسوأ ماتعتمله نفوسهم وكشفت أن السودانيين البعض منهم ،من ارخص البشرية ويكفي ان نطأأ رأسنا خجلا ونتوارى امام من باعوا ارضهم بحفنة من الدولارات .

لك الله ياوطني واا اسفا على بلدي ووا اسفا على اخلاق راهنّا عليها وكانت خراااب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى