مقالات الرأي

؛؛ عبق الحروف؛؛ السودان… حين ينتصر الصبر بدرالدين عبدالقادر ✒️

؛؛ عبق الحروف؛؛
السودان… حين ينتصر الصبر

بدرالدين عبدالقادر ✒️

سيدون التاريخ، بمداد من ذهب وضياء ، أن السودان قد اجتاز واحدة من أحلك محنه، حين تكالبت عليه عصابات مسلحة تمردت وخرجت عن الطاعة والقيم والأخلاق والإنسانية والقانون، بل تنازلت عن الرجولة والنخوة السودانية، واتخذت من العنف والانتقام وسيلة، ومن الفوضى سبيلاً لتحقيق أجندات لا تمتّ للوطن بصلة.
جماعات مدعومة بأقلية ضلّت الطريق، اتخذت من العمالة عقيدة، ومن شعارات الديمقراطية ستارًا يخفي نوايا خبيثة لتفكيك الدولة وتدمير مؤسساتها.
في وجه هذا الطوفان
صمدالشعب السوداني بصبره واحتسابه المعهود، واستمسك بجذور وطنه الضاربة في عمق التاريخ والحضارة. عانى الكثير، وتهجّر الأبرياء، وانتهكت الحرمات، وسُرقت ثروات شعبٍ بنى بلاده بعرق السنين، لكن الصبر لم ينهزم، بل كان البذرة التي نبت منها النصر.
وقف الجيش السوداني،كماعهده الشعب، حاميًا ووفيًّا، ومعه قوات الشرطة وجهاز الامن والمخابرات العامة والمشتركة كتائب المجاهدين بمختلف مسمياتهم ، وقوات درع السودان، والمقاومة الشعبية، والمستنفرين فسطّروا ملاحم من الفداء والبطولة.لم يكن النصر وليد التفوّق العسكري فحسب، بل ثمرة لصمود شعب، ودعاء أمّ، ودمعة يتيم، وعزيمة رجال آمنوا أن الوطن لا يُباع ولا يُخذل.
ارتقى شهداء من خيرة أبناء الوطن، فكان فداءهم مشاعل تنير درب الأمل، وتعيد للخرطوم نبضها، ولدارفور وكردفان سكينتهما، وللسودان وجهه الحقيقي المشرق الوضاح : وطنًا للسلام، لا للتمزق والشتات ؛ للتكافل، لا للانقسام؛ للحياة، لا للدمار للعلم ولا للجهل للتقدم لا للرجعية البلهاء للتعايش لا للعنصرية والكراهية والبغضاء .
وجاءت الانتصارات التي تحقّقت في منطقة “صالحة” مسكًا للختام لمعركة الكرامة في شمال النيل الأبيض، والريف الجنوبي لمحلية أم درمان بولاية الخرطوم، إيذانًا بالتوجه نحو ربوع كردفان.
وكان الشاهد على ذلك طلائع متحرك “الصياد” والمتحرك المشترك الذين دخلوا منطقة الدبيبات، وحتماً بحول الله، يتواصل المدّ القاصد نحو دارفور عمومًا، حيث يستمر زحف التطهير المبارك لاستعادة الأمن والسلام في كافة أنحاء البلاد.
ها هو السودان اليوم، رغم الجراح، ينهض من بين الركام، ويستعيد عافيته بثقة، تمضي به أقدام أبنائه وبناته نحو الغد.
إن هذه الأرض لنا، وستبقى لنا، يرعاها إخلاص المخلصين، وتضحيات الأوفياء، وعهد لا يُنكث: أن السودان فوق جميع الانتماءات السياسية الضيقة، من أجل وطنٍ يسع الجميع في ظل العدالة والنهضة والتقدم.
نفحة اخيرة :
…والتقى جيل البطولات بجيل التضحيات
التقى كل شهيد قهر الظلم ومات، بشهيدٍ لم يزل يغرس في الأرض بذور الذكريات.
أبدًا ما هِنتَ يا سوداننا يومًا علينا،
بالذي أصبح شمسًا في يدينا،
فرحة نابعة من كل قلب،
يا بلادي. 🇸🇩☝️

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى